زاكورة: التهميش والحتمية أية علاقة؟
عند كل أزمة أو كارثة أو فاجعة إلا ونجد أنفسنا نتساءل من جديد عن أسباب كل الحيف والغبن والتهميش، الذي يطال مدينة الأباء والأجداد زاكورة، فمن حادثة “تشكا” إلى أزمة الفيضانات وأخيرا ولا أعتقد أخيرا حالة المستشفى الرئيسي الذي أصبح مجرد جسر للعبور إلى مستشفيات المدن المجاورة، يا ترى هل هي الحتمية الجغرافية؟ التي جعلت من منطقتنا واحدة من الهوامش في أقاصي المغرب العميق، وإحدى أبعد المدن عن المركز، بحوالي 700 كلمتر جنوبا من العاصمة الرباط، بعد جغرافي يزيد من تعقيده صعوبة التضاريس وقسوة المناخ، مما ينعكس على البنية التحتية خاصة الطرقات التي تعد الشريان الرئيسي لكل تنمية منشودة، فلا يخفى على أحد أن الطريق الوطنية الرابطة بين إقليم زاكورة وبقية المناطق باتجاه الشمال، تعد واحدة من بين النقاط السوداء التي تزيد من عزلة الإقليم، بالإضافة إلى غياب طرق معبدة تربط بين مختلف الدواوير.
كذلك طبيعة المناخ الشبه صحراوية للمنطقة تجعل من إقتصاد المنطقة القائم على الأنشطة الفلاحية العائلية خاضع لتقلبات المناخ، ورهين بما تجود به السماء، لتستمر متوالية السنوات السمان والسنوات العجاف، وضع ينعكس على الساكنة ويجعل منها واحدة من أكثر المجتمعات المعتمدة على الهجرة الداخلية بالدرجة الأولى، والهجرة الخارجية بنسبة محدودة.
كما يحق لنا أن نتساءل هل هي نقمة الحتمية التاريخية، حيث شكلت المنطقة على مر العصور إحدى أصعب المناطق خضوعا للمركز أو أخر الملتحقين به، وشكلت أيضا حلبة تطاحن قبلي بين أبنائها وقبائلها التي تختلف مشاربهم وإنتماءاتهم، صراع قبلي لازالت المنطقة تعاني من إنعكاساته وتأثيراته إلى يومنا هذا.
فرغم كل المؤهلات السياحية التاريخية والثقافية والطبيعية لازالت المنطقة تعرف فقرا في بنياتها التحتية، تحتاج إلى مستشفى يليق بمكانة المنطقة، فأبسط العمليات أو الإصابات تكلف صاحبها التنقل إلى المدن الكبرى وارزازات أو مراكش أو الدار البيضاء، مما يجعل حياة الأفراد في حالة حرجة مهددة تنتهي أحيانا بالوفاة في الطريق، وتحتاج المنطقة أيضا إلى تعزيز المرافق الإجتماعية وتفعيل دور الشباب والثقافة، وتحسين خدمات الإدارات العمومية، فبقليل من الإهتمام والدعم وحسن تدبير مؤهلات المنطقة يمكن خلق تنمية مستدامة.