مدينة زكورة في مذكرات سائح

1 667

    حللت بزاكورة أياما مديدة وزرتها مرات عديدة، كباحث وكسائح وكإبن بارٍ لمدينتي الحبيبة، التي لا تخفى على سُكان مملكتنا المجيدة والعتيدة. نعم كيف تخفى عليهم وهُم من يشهدون أن بِها أُنَاس من أطيب خلق الله، تراهم تُسر برؤيتهم، وتتحدث معهم تأنس بكلامهم وبيانهم، لأنهم من طينة الأصفياء الأتقياء والصالحين الأنقياء، الذين يحبون الخير للبلاد والعباد، شِيبُها مُكافحون وشَبابُها غَيورُون مُثقفون.

     وجدت بهذه المدينة جنتان عن اليمين والشمال، يفصلهما واد من أطول الوديان ببلادنا، فالجنة الأولى عبارة عن واحة يانعة خضراء، تنبت النخِيل والشجر والفَواكه والخُضر، والعجيب أن حقولها ومشاراتها الفلاحية صغيرة لكنها تُنتجُ مزروعات كثيرة ومنتوجات وفيرة. أما الجنة الثانية فهي واحة معمارية بهندسة زُخرفية، تجمع بين التقليد والتجديد والتأصيل والتحديث، إذ ترى في بُنيانها العمارات والفيلات العصرية، والقصور والقصبات التقليدية

    بها من البنيات السياحية ما تريد، ومن الأنشطة الخدماتية ما يزيد عن المتحف والبازار والوكالة السياحية والمطار، كما بها شارع رئيسي وأزقة، وبنيات ومرافق شيدت بعناية ودقة، المقهى والمطعم والسوق والمحطة، إلا أن خدمات مؤسساتها الحكومية هزيلة ضعيفة، ومواردها البشرية والمالية قليلة شحيحة.

  وأَظُنُ أن ما ينقصها في الأساس هو، العناية والاعتبار لساكنة أهل الدار، من طرف السياسيين صُناع القرار، اللذين يلوذون ما مرة بالفرار وينسون أو يتناسون ما نُص عَليه في الوثيقة والقرار، لكن هيهات هيهات فشبابها الطموح يقف دوماً بالمرصاد في وجه الظُلم والفساد والحيف والاستعباد.

   أحب هذه المدينة حبا كثيرا، لأن الله أعطاها نِعمًا كثيرة وموارد بشرية مثقفة وفيرة، لكن أتمنى أن تعود سَواعِدُهَا المُهجرة وتَعمل منها التي بها معطلة أو مكبلة، وتَرجع مواردها وعقولها المُغربة أو المُشفرة، بفعل صناع السياسة التي تزيد من الفقر والتهميش والهشاشة.

 ولتعلموا عنها المزيد، إسألوا عنها القاصي والداني من السياح المغاربة الأقارب، أو حتى من السياح الأجانب، لتعرفوا حقيقتها خيرًا مما أقول من الوصف والتعبير، في سلسلتي ”مذكرات سائح” لباحث وشاهد على ما ذُكر في المقال من البيان.

       مع تحياتي لكم جميعا يا أهل مدينة زاكورة، دار الخير والوفاء والصدق والإخاء.

تعليق 1
  1. said bouhamed يقول

    تحية خالصة لدكتور والاستاد خاليفي رغم بعدك على منطقتك لاتنسا تمجيدها فهي الام التي لم تليدنا ولكن حضنتنا رغم ضعف مواردها الاانها كلما وضعنا ارجلنا فيها تفكرنا احلا ايامنا فشكرا لتدكير نا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.