زاكورة ..دائما وأبدا على الهامش

0 573

“يبدو ان التهميش والفقر هو قدرنا الحتمي، وان الربيع لا يأتي إلا يوما واحد ،إكراما للحالمين ، وأن الخريف أبدي ومتوالي ولا منتهي من السنين …”

لن نختلف كثيرا على كون الجهوية الموسعة قاطرة مهمة لدفع عجلة التنمية وهناك تجارب دولية رائدة إستطاعت تحقيق تنمية حقيقة كسويسرا وإسبانيا … هذه الآخيرة قطعت أشواطا تاريخية في إعتماد نظام الحكم الذاتي في شكل مجموعات مستقلة فإن المغرب طرح تساؤولات جمعت بين القانوني والاقتصادي والسياسي والتاريخي في الانتقال من لا مركزية إلى جهوية موسعة يتمتع فيها المجلس الجهوي بصلاحيات دستورية وتدبيرية ، وبتاريخ 5 فبراير 2015 وافق المجلس الحكومي على قرارا لتحديد تقسيم جديد للجهات وتحديد مراكزها ، حيث ثم إعتماد إثنتي  عشر جهة بدل ستة عشر جهة . هذا التقسيم أفرز جهات غنية وأخرى فقيرة ولعل جهة درعة تافيلالت والتي تضم كل من إقليم ميدلت، الراشدية ، تنغير ، ورزازات ،زاكورة احدى أهم تجليات التباين الذي عرفه التقسيم. فبعد الإعلان عن هذا التقسيم خابت أمالنا جميعا من جديد بل وصدمنا من هذا التقسيم فأول خلاصة يمكن الخروج بها بعد الاطلالة على هذا المشروع هي ” تمخض الجبل فولد فأراّ ” فأهم إعتبار ثم الاخذ به أثناء إحدات هذه الجهة هو الهاجس الأمني فهذا التقسيم كرس الثقافة السائدة مغرب نافع وأخر لافح ، مغرب غني وأخر فقير ثم بالتالي المغرب الحاضر و المغرب المنسي، فكيف لجهة مثل هذه أن تساير باقي الجهات كجهة طنجةـ تطوان و جهة مراكش ـ أسفي مثلا. فالكل يعي خصوصية هذه المنطقة أي الجنوب الشرقي فإقتصادها قائم على الفلاحة العائلية والسياحة وتقارير الدولة نفسها تتحدت عن تراجع مهول في هذا القطاع الأخير فهذه الجهة يلزمها أشواط ومدة زمنية طويلة ودعم مادي كبيرمن أجل الإلتحاق بباقي الجهات أو ستصبح الحمار الاسود للجهوية بالمغرب . وأكثر ما زاد الطين بلة هو إعتماد الراشيدية كمركز للجهة مما سيهمش بالأكيد كل من تنغير وزاكورة فلماذا لم يثم إسناد الجهة الى وارزازات وكل مقومات النجاح متوفرة على الاقل أفضل من الراشدية على مستوى البنية التحتية ومستوى الخدمات ؟ ألم يكن أجدى خلق جهة أخرى بإسم جهة مكناس ـ تافيلالت تضم كل من فكيك ومكناس والراشدية وميدلت وإعطاء الزعامة لمكناس . وخلق جهة درعة الكبرى وتظم كل من تنغير و ورزازات وزاكورة واسناد الجهة لورزازات .فقد يتحدثوا عن خلق صندوق لتضامن بين الجهات فيا لوقاحتكم ألم يفشل الصندوق الخاص بالتضامن بين الجماعات المحلية فما بلك بالجهة . ويا للغرابة وصدف التاريخ فبعد الحاق ميدلت بهده الجهة أضحت هذه الجهة جهة المعتقلات السرية بإمتياز من معتقل تاكونيت الى معتقل تازمامارت مرورا بمعتقل أكذز وقلعة مكونة . فجحيم هذه المعتقلات هو تاريخ أسود شاهد على إنتهكات صارخة في حق الإنسانية في سنوات الجمر والرصاص . إذن فالقاسم المشترك بين هذه المدن هو الفقر والجوع والمعاناة والتهميش وسرقة خيرات المنطقة ونشير في هذا الصدد الى المناجم .

فما يمكن إستخلاصه من (((المشاريع الكبرى))) ببلادنا أنها لاتستند الى العلمية ومطلبية الواقع المعاش فالتغير شئ جميل ولكن الوصول اليه ينبغي أن يأخد مساره السليم والعلمي  فواقع هذه المشاريع كالدجاجة التي تنظر إلى النسور تحلق فوقها فتظن أن التحليق مسألة جناحين وفقط .

في الأخير ، أرى أنه دون إستحضار الروح الوطنية وتطلعات الشعب المغربي لا معنى لقوانين ومشاريع تهدف الى تجاوز مراحل سياسية معينة وتأجيل الحلول العميقة .وكما قالها نزار، قلبي عليك يا وطني … وأنت تنام على الحجر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.