بأي حق قُصِفَت ليبيا ؟
شكل حدت اعدام 21 قبطيا مصريا من طرف تنظيم الدولة الإسلامية او ما يصطلح عليه بداعش في ليبيا حدثا لزعزعة امن و استقرار منطقة شمال افريقيا. ردا على هذا المصاب الاليم, وعد عبد الفتاح السيسي الشعب المصري بانه سيقوم بالرد على ليبيا في الوقت و المكان المناسبين. بالفعل وفا بوعده و قام بقصف احد مدن ليبيا في منتصف الليل. هذا القصف خلف ردود افعال عربية و عالمية مختلفة و متدبدبة, فالبعض اعتبره ردا واقعيا على ما قامت به داعش, والبعض الاخر اعتبره تطاولا على سيادة دولة ليبيا, هذه الدولة التي لاتزال تعاني من انشقاق داخلي خلفته نار خلع الديكتاتوري معمر القدافي, حيت عجزت الاحزاب و الاطر الداخلية عن لملمت جراح الجسم الليبي.
كيف ما كان الحال , فبأي حق قصفت ليبيا ؟ و الغريب في الأمر من طرف دولة عربية شقيقة تجمع بينهما روابط تاريخية مهمة. لنفترض جدلا بأن القصف يستهدف مصالح تنظيم داعش في ليبيا (رغم انه خلف خسائر مدنية فقط) , ما هدف مصر من شراء طائرات حربية في هذه الظرفية بالذات؟ ألم يكن من الممكن التفاوض مع داعش من لدن مصر بعد 20 يوم من اختطاف الأقباط؟ ألم تكن هناك حلول ديبلوماسية أخرى من غير القصف؟ ما هي الجهات التي دفعت او ألحت على مصر للقيام بهذا الفعل الشنيع في حق شعب يحاول تدارك قطار التنمية؟ ما الذي يمكننا فهمه من موقف الدول الغربية في هذا القصف ؟
في المقابل ألا يمكن اعتبار هذا القصف خطوة استعمارية بامتياز للدخول إلى ليبيا باعتبارها لقمة في متناول إسرائيل و فرنسا… ؟ لا يجب علينا أن ننكر بأن مصر هي عميل و جاسوس إسرائيل في المنطقة و التاريخ يزكي ذلك بحجج مثبتة.. . فبشراك يا إسرائيل فالعرب في نزاع و خصام دائمين, فادخلي إلى ليبيا وإلى فليسطين وإلى مالي و الصومال… من أي باب شئتِ, فمجلس الأمن رداء و غطاء يحميكِ, و امريكا بقرة حلوب تمولكِ, و العرب سلالم و ممرات تسلكينها لوصول مبتغاكِ, فالعرب شرفهم الذل و المذلة… يا عرب و يا مغاربة ناموا و لا تستيقظوا ما فاز إلا الٌنٌوَّمُ….