اختراع لسقي الواحات بشبكة تحت الأرض لترشيد المياه

0 1٬576

سنوات من المعاناة جعلت أحد الذين أنجبتهم المنطقة يفكر في طريقة ينقذ بها بلدته ويعمم تجربته على باقي مناطق المغرب، إنه عمر بلمين، الذي درس علوم الجيولوجيا ثم الهيدروجيولوجيا وتخصص في التنقيب عن المياه الجوفية، هذه الوسيلة هي استعمال طريق خاصة من أجل سقي الواحات عبر شبكة تحت أرضية.
اهتمام المخترع بالواحات نابع من تجربته لدرجة أنه يعتبر أن النخلة تتوفر فيها صفات «الصبر واللطافة والشهامة»، ويرى أن النخلة لا تطلب من صاحبها إلا اليسير من الماء، ورغم ذلك فقد فعلت بها السنوات العجاف فعلتها بسبب تفشي الأمية الذي حال دون تدبير ندرة الماء.
ويقول بلمين: «حاليا يتم استهلاك الماء بشكل عشوائي وأعتقد أن هذا الاختراع سيمكن من أن الهكتار الواحد تكفيه 10 أمتار مكعبة للسقي وهو ما يعني أنه يكفي تشغيل مضخة متوسطة الحجم (بصبيب 3 لترات في الثانية) لمدة ساعة واحدة، وسيكفي لسقي هكتار واحد به 100 شجرة من النخيل بئر ومضخة ذات صبيب 3 لتر في الثانية.
من مزايا الاختراع، حسب صاحبه، هو الاقتصاد في الماء وحماية شبكة الري من كل الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها، إضافة إلى حماية البيئة بدفن هذه الشبكة تحت الأرض وتحسين جمالية الطبيعة والأشجار بترصيف كامل لمحيط الشجرة يمنع نمو النباتات الطفيلية حول الشجرة.
ومما يتميز به هذا الاختراع هو أنه يحد من «إمكانية انسداد مخارج الماء وسط الخزان المحلي »، ويساهم في «البحث العلمي وذلك بزرع أنابيب خاصة في الخزانات المحلية لأخذ العينات وتحويل هذه الخزانات إلى مختبرات فعالة.
ندرة المياه التي عرفتها واحة درعة جعلت السكان يقبلون على تعميق حفر الآبار وتجاوز الخط الأحمر عبر اختراق الطبقة الصخرية الصلبة التي لا تتجاوزها جذور الأشجار.
كما عرفت المنطقة ضياعا مهولا لأعداد كبيرة من الأشجار وتفاقم مشكل التصحر، استنادا إلى تقارير فلاحية، لذلك يعتقد بلمين أنه من أجل أن تخرج الواحة من هذه المشاكل ينبغي أن يتم «إنجاز حواجز حجرية على شكل أحواض يمكنها جمع كميات مهمة من الماء في أماكن معينة من الوادي لأجل انتعاش الفرش المائية (على غرار ما فعلته المنظمة الألمانية بواد الفايجة واحة فزواطة)، و»إنجاز أحواض يمكنها جمع كميات مهمة من الماء في المناطق العليا لكل واحة، كمنطقة مغنية في الضفة الغربية بالنسبة لواحة اكتاوة، وبرمجة طلقات مائية في مجرى وادي درعة انطلاقا من سد المنصور الذهبي لملأ هذه الأحواض كلما أمكن ذلك، وإنجاز حفر للصرف الصحي تمنع تلوث الفرشة المائية، وذلك باعتماد تقنيات حديثة، وتوفير شاحنات لإفراغ هذه الحفر.
عبر المتخصص في التنقيب عن المياه الجوفية، الذي يعمل حاليا بمكتب للدراسات بالدار البيضاء، عن استعداده لمساعدة كل جهة ترغب في تطبيق تقنيته من أجل الحفاظ على الماء خاصة مع انطلاق المشاورات الوطنية حول الميثاق الوطني للبيئة.
كما أن بلمين لا يرغب في أن يعاني الأطفال ما كابده في طفولته من أجل الحصول على الماء، يروي بلمين ل»المساء» قصة طفل مع الماء قائلا: «كانت فترة طفولتي فترة معاناة من قلة الماء حيث كنت أقضي أزيد من عشر ساعات لجلب الماء «الصالح للشرب» وساعات طوال لسقي جزء صغير من الأرض إن وجد الماء وإلا رجعت خائب الأمل.

معاناة عمر كيتيم بمنطقته التي كانت تتميز بمعاناة الساكنة من قلة الماء الشروب وماء السقي نتيجة شح الأمطار، وكانت وقتها سكان قصر نصراط بإقليم زاكورة يضعون ضمن أولياتهم الحفاظ على الموارد المائية، فوضعوا نظاما خاصا –حسب ما يرونه صالحا- لتسيير شؤون الماء، وفرضوا غرامات مالية جد مهمة في حق كل من أخل بهذا النظام. 

 

واحات نخيل زاكورة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.