المغرب .. على طريق تعقب الفضائح
من يدري قد تخون البوصلة حاملها وترشده إلى أن الشمال جنوب، أو ربما تعكس عقارب الساعة اتجاهها، ففي كثير من الأحيان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
إن المجتمع الذي يسير بخطى متسارعة نحو التطور العكسي، لا يستطيع طبيب ماهر، متخصص في أمراض الشعوب أن يصف دواء شافيا لهذا المجتمع العليل منذ سنوات عدة.
فهذا الوطن الذي يدعي الجميع أنه لا يريد به إلا خيرا، للأسف الشديد قد توالت عليه طعنات هؤلاء الجميع، حتى أصيب بمرض “تعقب الأخطاء”، فأصبح شغلنا الشاغل وهمنا الكبير هو البحث عن أخطاء الآخرين والنيل منهم بكل ما أوتينا من قوة.
وإن كان الطبيب البارع لا يستطيع وصف الدواء، فباستطاعته تحديد هذا المرض العضال الذي يسير ببلدنا نحو التطور العكسي بسرعة خيالية، انطلاقا من الأعراض الآتية:
عندما ترى عدسات المصورين لا تتعقب إلا الأخطاء والشائعات، فاعلم أن المجتمع على الطريق الصحيح إلى التطور العكسي.
وعندما يسيل لعاب أقلام الكاتبين حول فضيحة من الفضائح كما يحبون أن يسمونها، فحين ذاك اعلم أن المجتمع يسير في خط تصاعدي نحو التطور العكسي.
أما عندما تكثر ردود السب والشتم على أغنية موبوءة لمغنية لا محل لها من الإعراب، ولا ينال صاحب فكرة نبيلة ولو كلمة مشجعة، فهذا مؤشر آخر للاستمرار على الطريق الصائب للتطور العكسي.
وعندما يلقى برنامجا يدعو إلى الفجور والتسلخ من المبادئ الإنسانية فضلا عن الإسلامية، نجاحا باهرا، ويداس آخر بالأقدام لكونه يهدف إلى الرقي بالفكر، فهذا أيضا مؤشر آخر.
لكن عندما تحمل آلة التحكم عن بعد، وتغير من قناة لأخرى دون أن تجد برنامجا هادفا، يسعى إلى تنوير العقل وتطوير العلم، فاعلم أننا تجاوزنا السرعة المسموح بها على الطريق السيار المؤدية إلى التطور العكسي.
صحيح أنه علينا أن نحاسب المخطئين، ونضرب على أيدي الفاسدين، لكن من الواجب أن نشجع المصلحين ونشد على أيدي ذوي الأفكار النيرة.
وحتى أكون قريبا من الواقع وأبتعد عن التنظير الفارغ، اسمحوا لي أن أضرب مثالا بقطاع التربية والتعليم الذي أصبح يسير بسرعة تفوق سرعة الضوء في الطريق نحو التطور العكسي.
ولما لا وقد أصبح الأستاذ حاجزا صغيرا (الحيط القصير) الذي أضحى بإمكان الجميع الضحك عليه والتلاعب بكرامته. قد يجول بخاطرك أنه ليس كل الأساتذة صالحين، أنا متفق معك فمنهم الصالح والطالح، تماما كما هو حال المجتمع، لأنهم في نهاية المطاف جزء منه، بل أكثر من ذلك فمن الأساتذة من لا يصلح أن يكون مربيا لطفله الوحيد، فضلا عن أن يكون مربيا لجيل أو أجيال؛ لكن أن نعمم ونحكم على الجميع من نموذج فهذه هي قمة البلادة.
أتحداك أن تكون قد سمعت عن مشروع تربوي أنجزه أستاذ، أو فكرة ناجحة طورها آخر. لكنني متيقن أنك تسمع كل يوم عن “فضيحة” أستاذ هنا، و “شوهة” أستاذ هناك.
والأمر الذي لا يطاق هو أنه أصبح بإمكان الجميع، ابتداء من التلميذ أن يتهم الأستاذ في شرفه وفي عفته وطهره ويجد من يطبل معه لهذا الافتراء وهذا البهتان العظيم، حتى إذا شاع خبره بين أرجاء الوطن، توصلت المحكمة أن المتهم بريء بعد أن علم بقضيته القاصي والداني. وتراه يصيح بصوت عال:” ظهر الحق وزهق الباطل، ظهر الحق وزهق الباطل”، لكن هيهات فليس بالإمكان إعادة المياه إلى مجاريها بعد أن تزعزعت أركان أسرة كانت لزمن قريب تعيش بسلام، وأصيب ابن الأستاذ ذلكم التلميذ المجد المتميز بالاكتئاب و…، وكيف تعود وقد تعطلت الأبواق التي نشرت الخبر، وصُمَّتِ الآذان التي سمعته، وأُغشِيَ على الأعين التي قرأته.
وحتى يتأكد لكم أنني محايد، اعلموا أنني مع معاقبة كل من يقوم بسلوكيات غير أخلاقية، وغير تربوية لكن دون تطبيل ودون تشويه ودون سب في عموم الأساتذة، وإن كان لابد من التشويه إن كنتم محبون لنشر “الفضائح” فانتظروا حتى تثبت التهمة ويصدر القاضي الحكم، فكما يقال: “المتهم بريء حتى تثبتت إدانته”.
أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فاعلموا علم يقين أن وطننا الغالي يسير بسرعة انتشار الضوء في قاعة مظلمة، على الطريق السيار المؤدية إلى التطور العكسي.
موضوع اكثر من مهم, و مقال في عاية الروعة ما احوجنا الى مثيلاتها في هذه المنطقة الاهلة بالكفاءات المبدعة, الا ان هناك بعض الاسئلة تطرح نفسها:
متى يظهر و يتشعشع الطالح ويختفي الصالح في مجتمع ما؟
ما هي الاطراف المسؤوية؟
اذا حصرنا الموضوع في المجال الثقافي و الاخباري كهذا, فقد نجد الاطراف هي: الكاتب, الناشر و القارئ
اما عن الناشر فالشهادة لله ان منبر زاكورة اخبار يقوم باللازم
اما عن القارئ فهو الة مستهلكة ولها كامل الحرية ان تتناول ما تختاره لنفسها, لان هذه الحرية منحها اياه رب العزة, ولا حق لاي احد على ان يرغمها على العكس
اما عن الكاتب, فعندما تقل المقالات الصالحة او لا يجد ها هذا القارئ امامه فبالضرورة سيتفحص اي شيئ, و هنا الى السيد المعلم بسؤال : ان الله جعل المعلم في اعلى عليين حيث قال “يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ” و غرهذه الامثلة كثير
فاين معلمنا في مجال الكتابات الصالة؟
موضوع اكثر من مهم, و مقال في عاية الروعة ما احوجنا الى مثيلاتها في هذه المنطقة الاهلة بالكفاءات المبدعة, الا ان هناك بعض الاسئلة تطرح نفسها:
متى يظهر و يتشعشع الطالح ويختفي الصالح في مجتمع ما؟
ما هي الاطراف المسؤوية؟
اذا حصرنا الموضوع في المجال الثقافي و الاخباري كهذا, فقد نجد الاطراف هي: الكاتب, الناشر و القارئ
اما عن الناشر فالشهادة لله ان منبر زاكورة اخبار يقوم باللازم
اما عن القارئ فهو الة مستهلكة ولها كامل الحرية ان تتناول ما تختاره لنفسها, لان هذه الحرية منحها اياه رب العزة, ولا حق لاي احد على ان يرغمها على العكس
اما عن الكاتب, فعندما تقل المقالات الصالحة او لا يجد ها هذا القارئ امامه فبالضرورة سيتفحص اي شيئ, و هنا الى السيد المعلم بسؤال : ان الله جعل المعلم في اعلى عليين حيث قال “يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ” و غرهذه الامثلة كثير
فاين معلمنا في مجال الكتابات الصالحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحية للأخ فمكانة الاستاذ بوطننا لغاية الأسف لم يمنحه الاحترام والصفة اللائقة بمكانته كمربي الأجيال على عكس الدول الغربية كألمانيا التي جعلت الأستاد يتفاضى أعلى راتب شهري من القاضي وجميع الوظائف الاخرى لأن الأستاد باعتباره كان معلما ومربيا للقاضي نفسه .