الشباب و مشاكل العمل الجمعوي
من الرهانات الأساسية التي يجب كسبها في كل مجتمـع يريـد الرقـي و الازدهار و التقدم نخو الأفضل في المجال الاجتماعي , هو ضمــان مشاركـــة الشباب في الميادين الحيوية التي تشكل الأساس الرئيسي لأي مجتمع .
العمل الجمعـوي بالمغرب وخاصة بالعالم القروي يعانــي من عزوف الشباب عن المشاركة الفعالة رغم أن العمل الجمعوي في منطلقاته و أهدافه شكل وعاء لصقــل إبداعات الشباب و مده بأسس ثقافيـة هامة , ليس فقط لكـونه يهدف الى تغيير بنيات الواقع فقط , و انما احداث تغييــر على مستـوى أشكال التفكير فيه و طريقة تصريف المعرفــة المكتسبة لبنـاء النموذج المرغوب فيه و تأطير الأداة البشرية المزمع تأهيلها لتحقيق ذلك البناء , فالعمـل الجمعوي هو حقل متميز ومجال خصب تنتعش فيه روح تحمل المسؤولية بشكل جماعي و يتم فيه الدفع بالشباب نحو تحرير طاقاتهــم و إمكانياتهم الإبداعية و خلــق أفراد يحكمون ضمائرهم الحية في الإنتاج و الإبداع و النقد .
و نظرا للأهمية التي يحتلها العمل الجمعوي من حيث التأطير و تعبئة إمكانيات الشباب و لكون هذه الفئة الشابة تشكل دعامة أساسية للدفع بالعجلــة التنمويــة إلى الأمام عـلى غرار الدول المتحضرة, يتوجب الاهتـمام بهذه الشريحـة و تشجيعهـا ماديا و معنويا و قانونيا من أجل ضمان مشاركة فعالـة لهم و إعطاءهــم فرصــة لتفعيل قدراتهم المعرفية .
و على غرار ما سبق يتوجب البحث في نقطتين هامتيـن : المشاكـــل التي تعرقل الشباب دون المشاركة الفعالة في العمل الجمعوي والحلول المقترحة لها.
1ـ المشاكل
– الخلط بين ما هو سياسي و ما هو جمعوي يطرح لبس لدى الشباب والإرتماء في ميادين دون إختصاص
– تدبير الشأن داخل مكاتب الجمعيات بطريقة غير ديمقراطية و إقصاء الشباب
– كثرة الجمعيات ذات التوجه السياسوي و استغــلال الشباب لهذا الغرض
– سيطرة الثقافة التقليدية و التوجيه من الأعلى إلى الأسفل
– التغاضي عن دعم الجمعيات ذات المؤسسين الشباب من طرف الدولة و والجماعات المحلية والقروية لهيأت الأخرى.
– غياب الحوار داخل الجمعيات لاعتبارات عديدة و كذا عدم اتساع دور الشباب و عدم تلبيتها لطموحات الشباب للابتكـــار و الإبداع و الخلق
2-الحلول
ومن بين أهم الحلول التي ستمكننا الخروج من هذا المأزق يجب التعبئة و تحفيز الشباب و تعريفه للعمل الجمعوي المتقدم إليه قبل انخراطه
– غرس ثقافة العمل الجمعوي و روح المبادرة.
– خلق قنوات بين الشباب للتواصل و تقاسم القضايا و المشاكل بينهم.
– النظر في هيكلة الجمعيات المغربية و تشبيبها.
– عدم استغلال الجمعيات في الانتخابات السياسية و استعمالها للحملات الانتخابية لحزب ما.
– بناء الجمعيات على اسس ديموقراطية دون إقصاء.
– عدم احتكار المناصب داخل مكاتب الجمعيات مع التأكيد على أحقية المؤسسين و توفير الحماية القانونية لتجديد النخب بطريقة ديمقراطية
و التحلي كذلك بالثقة الكاملة في قدرات الشباب لتسيير الجمعيات.
– محاولة التغلب على الاكــراهات المادية و تمويل الجمعيات من قبل الدولة بطرق موضوعية مع اعطاء أهمية للجمعيات الشابة
– ضرورة استعادة دور الشباب لمكانتها و مصداقيتها.
– ضرورة النضال داخل الجمعيات حتى لا تهدر حقوقها.
– دعم مبادرات الشباب الجمعوي.
– نبذ الأفكار السياسوية داخل الجمعيات و شحن الشباب بها.
– المرور إلى الاحتــــرافية في العمل الجمعوي ضمانة لدينامية الشباب.
– يجب خلق شراكات مع القطاعين العام و الخاص لتفعيل مشاريع الشباب.
– يجب وضع برنامج عمل لتكوين الشباب.