الحوار…ضرورة طلابية

0 466

تعيش الحركة الطلابية أزمة حوار حقيقي مند زمن بعيد، بين المكونات الطلابية؛ الأمر الذي ولد عدد من المشاكل والصدامات الدامية التي يدفع الجميع ثمناها، وكان من الممكن تجنب هذه الإشكالات لو لوجئ إلى الحوار كمبدأ رفيع وكسلوك حضاري إنساني يتيح فرص للتلاقي والتلاقح الفكري بين مختلف التيارات الطلابية.

إن ما يجعل من الحوار ضرورة وحاجة طلابية ملحة؛ هي حالة التشرذم والتمزق والعنف الفصائلي لاسواء بين المختلفين اديولوجيا أو بين من ينتسبون لمرجعية واحدة، فهو مرض امتد وتجدر في عقول بعض المكونات التي جعلت منه شعارا لها تبرر من خلاله عجزها الفكري والثقافي، بل ترى منه مبدأ وخيارا لاغنا عنه عندما يتعلق الأمر بالأخر الذي يختلف عني اديولوجيا خاصة في ما يعرف بالمواقع التاريخية ” أكادير، مراكش، فاس، مكناس”.

علاوة على ما سبق فالحوار في نظرنا قيمة عظمى قادرة على أن تعيد للمجتمع الطلابي قوته وبريقه، لكي يعطي صورة إيجابية عن الجامعة والمجتمع الذي تنتمي إليه، فبحوار طلابي هادف نبني مجتمعا طلابيا مفتوح يرحب بالجميع مهما كان توجهه ومرجعيته، لأن المشترك هو الأصل وعليه يجب أن تبحث الحركة الطلابية على الوحدة أو الحد الأدنى للتوافق على الأقل.

من هذا المنطلق نستطيع القول أن عنوان المرحلة اليوم هو الحوار البناء النافع عبر اعتبار الأطراف الطلابية يبعضها البعض مما يؤسس لسرح طلابي قوي يتجاور جميع الإكراهات. إن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هو لماذا لم تنخرط كل المكونات الطلابية في سرح الحوار واتخاذه كمبدأ أسمى؟.

يمكن الإجابة بهذا السؤال بالقول أن الأوضاع الطلابية الموروثة عن الماضي القريب والبعيد، هي في نظرنا سبب رئيسي في عدم إصغاء الكل لفكرة الحوار التي جاءت بها بعض المنظمات الطلابية ذات التوجه الإسلامي كبديل للخروج من حالة الأزمة التي تتخبط فيه الحركة الطلابية المغربية مند عقد من الزمن، بسبب تفشي ثقافة الصراع والظلم وعدم استيعاب الأخر كذات وكفكر وليس كإيديولوجية.

وفي الأخير نود القول أن الحوار سلوك حضاري وأساس اجتماعي ضروري، والحركة الطلابية كجزء لايتجزأ من النظام الاجتماعي مدعوة أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن قيمة الحوار والدود ورائه لضمان جيل طلابي متين ومتماسك يجعل من الجامعة فضاء لتوليد فكر عقلاني يساهم في تنمية الفرد والمجتمع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.