المعلم يسأل والتلميذ يجيب
ماذا تقول لأبك كل صباح ؟:المعلم
التلميذ : صباح الخير أبا .
المعلم : لا اعطيني جملة مفيدة ؟
التلميذ : صباح الخير الواليد .
المعلم : ليس كذلك بل قل صباح الخير يا أبي ؟
التلميذ : هانت كلتها أأستاذ لاش غانكولها أنا .
المعلم : نعم، الأن ماذا تقول لأمك كل صباح ؟
التلميذ : صباح الخير الواليدة .
المعلم : لا في جملة مفيدة ؟
التلميذ : صباح الخير يا أبي .
المعلم : وكليا جملة مفيدة ؟
التلميذ : جملة مفيدة
المعلم : واش غاتصطيني ؟
التلميذ : نكولها فجملة مفيدة أستاذ
المعلم : أشناهيا ؟
التلميذ : واش غاتصطيني
المعلم : وادعيتك لله ؟؟؟؟
التلميذ : كولها من الصباح، دعيتك لله أأستاذ.
قد يقول البعض أن الأمر مبالغ فيه شيئا ما، لكن أنا أقول لك يا قارئي العزيز بأنه واقع تعلمنا وليس نظرة سودوية ، وواقع ما يعانيه المعلم مع تلامذته في حجرة الدرس، إنه واقع تتعايشه أكثر المؤسسات التعلمية، فلمن يقول التلميذ ” دعيتك لله ” هل لمعلمه ؟ أم لمنظوته التعلمية ككل ؟
لطالما طرحت مجموعة من الأسئلة في هذا الباب، في غياب نجاعة وحلول من طرف القائمين على المنظومة التعليمة ، فلا تقدم يلاحظ، ولا تغير يشاهد، وما يزالون يقاتلون بسيوف من خشب بيد أنهم يثيرون الغبار، لكن في حقيقة الأمر هم الغبار نفسه الذي ملئ أعين هذا الجيل وكبح فيهم ملكت العلم والإبداع، وقد خلصت أخر الإحصائيات بأن%76 من التلاميذ في السنوات الأربع من الدراسة يواجهون مشكلة في القراءة والكتابة، في الوقت الذي خرج مكتب المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بمجموعة من التوصيات، والتي صبت في اتجاه فرنسة جميع مناهج التعليم بالمغرب، الى حدود السابعة ثانوي، أليس هذا بضحك على الدقون ؟ أليس بتكريس للفشل التي تعاني منه المنظومة التعلمية ؟ لكن هذا إن دل على شئ، فإنما يدل على الحنين لزمن ليوطي، أي لجيل الأباء الذين يقولون أن أزهى فترات التعليم بالمغرب، هي تلك التي كانت أيام الوجود الفرنسي بالمغرب.
إن المنظومة التي ورثناها من فرنسا تعود لأكثر من مائة سنة، تعتمد على المعلم بدل المتعلم، وعلى الجلوس على طاولة خشبية تشل الحركة، مع الإنتباه الى معلم يكتب على صبورة خشبية بالطبشور، همه تكريس التلقين والحفظ، والاعتماد على الاختبارات الورقية والدرجات، بدل التعليم التعاوني والنقدي المبني على فصول ذكية تجدب المتعلم وتحفزه، لقد كانت لتلك الطرائق نتائج إجابية، وهذا لا يمكن إنكاره، لكن هذا لا يتناسب مع هذا الواقع الذي عرف مجموعة من التطورات، والتي مست شتى مجالات الحياة، وإلا سنصبح في نتائج لا تحمد عقباها، أو كما يقول المثل المغربي ( أش عطاوك أعباس، كاليه بلغة من فاس ماخديت ليها قياس ).
لقد أصبح واقعنا يفرض علينا تغيرا شاملا في سائر المنظومة التعليمة ، كما فعلت أكثر الدول، وذلك من خلال إعادة النظر في الفلسفة التربوية برمتها، بدءا بالمناهج وطرائق التدريس ، وتكوين المدرسين والإدارين واستخدام التكنولوجيا وأساليب التقديم، وانتهاءا بالمباني المدرسية وهندسة الفصول المدرسية، التي ينبغي ان تستجيب لمتطلبات الالفية الثالثة، وشخصية التلميذ، الذي ينتمي الى جيل تقنية المعلومات ومجتمع المعرفة.