مطايا الديموقراطية لا يمكن ان تكون من المفسدين
لا يمكن لاي مجتمع الاستغناء عن الاحزاب فالمجتمعات بدون احزاب دور بلا ابواب او بساتين دون مزارعين ابواب لحفظ امن دورها ومحتوات مخازنها ومزارعين لتدبير شان مواردها لكن لا يمكن ان نصنع هذه الابواب من اي خشب ولا ان نختار هؤلاء المزارعين من اي صنف من المجتمع مع العلم ان لكل صنف الحق في ترشيح نفسه للانتخابات سواء اكان مصلحا او مفسدا ليبقى مفتاح فتح ابواب دخول هؤلاء الى مسارح المسؤولية بيد المواطن والذي من سوء اختياره قد يضع المسؤولية بيد من يسيء تدبيرها خدمة لمصالحه واهدافه الشخصية لتعود كل الوعود التي وعد بها منتخبيه حبرا على ورق كما حدث في جل جهات المملكة فالديموقراطية لها اليات للتحقيق اهمها العنصر البشري ذو الارادة القوية والنوايا الحسنة اي العنصر الذي يدرك انه ان الاوان لنغير سلوكنا وعقليتنا في الاختيار ان الاوان نفسح المجال ونشجع جيلا جديدا من المرشحين والذين لم تتلطخ اديهم بدماء المال العام نعم المال العام دم محسوب بالقطرات لدى الله وكل قطرة هدرت سيؤدي هادرها ثمنها اجلا ام عاجلا اي في الدنيا وامام الله فنحن نربط المسؤولية بالمحاسبة ولكن محاسبة من لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء لهي المحاسبة فمن السهل ان تتولى المسؤولية ولكن من الصعب ان تؤدي ثمن استخفافك بها وليس المسؤول هنا هو من نالها بغير حق بل هو من صوت عليه وهو يعلم فساده فمن زكى بصوته من لا يستحق فهو ومن زكى في العقاب والخزي سواء لان هذا وطن صبور وطن لا يستحق ان يستهان بمقدراته البشرية والطبيعية وطن اثبت مكانته وسط عالم الت فيه عاقبة الكثير من البلدان الى مآس حقيقية ونزعات مسلحة عرفنا متى بدات ولا ندري متى ستنتهي وطن صمد في مسالك وعرة واجتاز مراحل صعبة بحكمة فذة من عاهل فذ اتى على يديه الكريمتين امن وازدهار ووحدة نحسد عليها وما اكثر من يتربص بنا الدوائر
ما اريد ان اوضح هنا للناخب هو المسؤولية الملقى على عاتقه قبل تلك الملقاة على عاتق من سيختار الا وهي اختيار من يعلم انه اهل للمسؤولية وليس اختيار من هو من الاهل فاختر الاصلح ولو كان عدوك وترك الصديق وان كان فاسدا فلا يمكن للمفسد ان يكون مطية للديمقراطية فاذا اردنا ان نصل بالوطن الى المعالي ونهتم بمكوناته وكنوزه البشرية والطبيعية فعلينا ان نختار له من هو اهل للثقة فقل لي من توالي اقل لك من انت قبل ان اعرف عنك شيئا وان خدمة الوطن والملك بصدق واخلاص لهي السبيل الوحيد لجعل حسادنا يحسدوننا اكثر ومحبينا يغبطوننا اكثر