رثاء ضحايا حادثة طانطان الأليمة

0 670

فصل جديد في مسلسل حوادث السير .. المأساة…يعاد بكل تفاصيله في بلدي السعيد…الموت يأخذ ازيد من30 نفس بشرية…ياخذ الاخوة و الاخوات و الاباء و الابناء و الامهات و الهموم والهواجس و الاحلام و الافاق و التطلعات …..وآخرى …..
الحزن يخيم على كل الأماكن..يا له من يوم حالك اسود كئيب ملون بالحزن و الغم…حزن الجميع ..حزنت الثكالى و الارامل…حزن الابناء و البنات …حزن الاصدقاء و الجيران…حزن الاقليم و المدينة…حزن الشجر و الحجر… وحزنت دفاتر التلاميذ و ملاعب الكرة و معاول الفلاحين ..و حزنت فرنسا و اسبانيا و ربما ابليس ……
أشلاؤهم الطاهرة غطت المكان…احترقوا حتى اخر قطرة دم…لم تصل لا الساعفات و المسعفون و لا المطافئ الا بعد فوات الاوان…فكل شيء في وطني يؤجل دائما حتى فوات الاوان الا الحملات الانتخابية و التهافت على مراكز المسؤولية …فهي تأتي قبل الاوان…و لا يدرك حجم المعاناة إلا من عايشها……….
مسؤولية من هذه الارواح الزكية الطاهرة.???. ليست مسؤولية وزارة النقل و التجهيز طبعا ,فمسؤوليتها تبدأ وتنتهي بتعبيد الطرقات و تشويرها وتسليم رخص مراكز الفحص التقني لمن شاء ان يغض الطرف عن عيوب العربات …وزارة كهذه لا تستطيع دفع الموت عن هالك حتى وإن كان أحد أبنائها أو بناتها……. وليست مسؤولية وزارة الداخلية لأنها قد نصبت حواجز و رجالا على الطرقات لمراقبة وزجر المخالفات… رجال لا يتورعون عن أخذ كل ما تطاله اياديهم من مستعملي الطريق, حتى بقايا قنينات ماء معدني و سجائر …اناس كهؤلاء ممن ماتت انسانيتهم لن يتورعوا عن القتل عمدا و بدم بارد …لقد قضت علينا الرشوة والمحاباة ….. و اللامسؤولية  
و هكذا سرقت احلام و اعمار اهلنا…فما أكثر ذنوبكم أيها المسؤولون ……. ..
من سرق أحلامهم..؟؟
فهؤلاء تلاميذ بعمر الزهور يحلمون بمستقبل رياصي …و ذلك مرافق و مؤطر لم يحركه الا حبه لتلاميذه و أبناء وطنه ….و الاخر يهاجر بحثا عن لقمة عيش لابنائه و ابويه استثماره الدنيوي و الاخروي…
وتلك تحمل قرار تعيينها في وظيفتها..و ذلك وحيد أبويه و كل امالهما معقودة عليه …و هذا و هذه و تلك و هؤلاء و اولئك ……… 
لقد مرت سنوات على حادثة تيشكا و الوزارة لم تفعل شيئا من أجل حل مشكلة حوادث السير ..لم تفعل شيئا للحد من حرب الطرقات سوى سن الغرامات السمينة التي لم تخدم الا رجال الأمن و الدرك و صفقات التشوير و الرادارات الغلابية و الحملات التلفزية …

اننا اليوم لا نطلب من الحكومة ان تجترح المعجزات فتعيد لنا احباءنا ولكن أن تأخذ الموضوع باهتمام أكبر وأن تطرح مشكلة حوادث السير كقضية وطنية يطلب من الجميع دراستها ووضع مقترحات لحلها لأنها مشكلة الجميع وقضية الجميع وألم الجميع … رحم الله ضحايا حادث طانطان الأليم و اسكنهم فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء …فما نحسبهم الا شهداء و الله حسيبهم و ألهم ذويهم الصبر و السلوان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.