حكومة ذباب و أشباح و …..

0 418

      من منا لم يعاني يوما مع ذبابة وقحة ,تزنزن على وجهه,فتحط على مناخيره فيدبها ثم تنتقل الى شفتيه فيدبها ثانية ثم تنتقل الى مقلته مصرة على تزنزينها الى أن تفقده صبره فيستجمع قواه ثم يواجهها بضربة قاتلة حماية لنفسه مما تحمله من قذارة . و وزراء الحكومة شأنهم شأن الذباب لا يحسنون الا التزنزين من خلال تصريحاتهم المقيتة و الاسنة.

     فوزير التربية الوطنية السيد بلمختار يطل علينا ,بمناسبة و بدون مناسبة , بتصريحات لا هدف من ورائها الا تلطيخ و تدنيس طهر الأساتذة بقذارات المستنقع الحكومي الاسنة في سعي مستميت لإضعاف مناعة المدرسة العمومية ,المنفذ الوحيد للترقي الاجتماعي للطبقات الكادحة .و لعل تصريحه الأخير و الذي نعت فيه الأساتذة بعديمي الكفاءة و بكونهم لا يدرسون إلا ( الخرايف)لدليل قاطع على سعي البورجوازية الحاكمة الى القضاء على التعليم العمومي. ان كلاما كهذا يحعل السامع يظن أن دواليب المدرسة قد توقفت و أن الأساتذة قد صاروا مجرد حكواتيين يلهون أبناء الشعب الأكثر احتياجا الى التعليم . ربما نسي الوزير الخرف أن تلك الخرايف ,على افتراض صحة قوله ,لم تأتينا الا من مديرية المناهج التابعة لوزارته و أن الاساتذة لا دخل لهم في اعدادها .و ربما نسي ايصا أن كل الاصلاحات التربوية المزعومة ليست إلا استجابات خرقاء لاملاءات تجار انتهازيين لا يهمهم الا الاستفادة من كعكة الريع الحكومي باستحداث صفقات لم تمس الا الهياكل الخارجية للمدرسة و التي لم تتجاوز الطابليت و الطواليت .

   و أما وزير الداخلية ,فكم بدا مضحكا و هو ينفي أن يكون التهريب هو سبب جريمة طانطان ,نعم جريمة راح ضحيتها أزيد من 30 شهيد .ان كلاما كهذا قبل أي تحقيق ليس إلا رد فعل أخرق للتستر على جريمة قائمة الأركان لا نحتاج لا الى تحقيق و لا الى نظرية الأكوان المتوازية لاثباتها و منفذها الفساد المستشري في أجهزة الدولة و الجسد الحكومي .

   و أما رئيسهم السيد بنكيران ,ظل الله في الأرض ,و من فرط نطاته طبعا فقد طلع علينا معترفا أن الملك هو من يدير البلاد مما يعني ضمنيا أنه هو و وزراءه ليسوا إلا أشباحا يتقاضون أجورهم و تعويضاتهم السمينة اختلاسا من أموال الشعب ضاربين صفحا عن مقولاتهم الرنانة (الأجر مقابل العمل )و (الحقوق بالعدالة و الواجبات بالأمانة )هذه العبارات التي طالما تمترست بها هذه الحكومة للاجهاز على حقوق العمال ,سواعد الأمة و بناة الوطن,و الاقتطاع من رغيفهم و تكسير عظامهم.ان تصريحا كهذا ليثبت فعلا أن الرجل لا يعرف قطاته من لطاته و أن استمراره و حكومته لم يعد له ما يبرره و ما عليهم إلا أن يجمعوا أغراضهم و يسلموا مفاتيحهم الى الشواش و ليتقدموا الى العدالة .فقد نهبوا و أسرفوا في النهب بما امتصوا من دماء الشعب . و لتتويج هذه اللامبالاة الحكومية و الضحك على الذقون,ها هي الخطوبة و العشق و الزغاريد و النشاط تتعالى في المجلس الحكومي تزامنا مع الام اباء و أمهات و ثكالى و أرامل مكلومين …فيا للوقاحة ! !

   بقي أن نقول لكل أولئك المدافعين عن هذه الحكومة ممن يسهل دغدغة عواطفهم باسم الله و قال الله و قال الرسول أن الاسلام جاء لتأمين مصالح الناس لا لاستغلالهم و اذلالهم و أن دينا لم ينفعنا في حياتنا لن ينفعنا في الاخرة . و ليعلموا أن ممثليهم لم يدركوا يوما لذة التمرد والرفض و الأخلاقية و النباهة لأن من أدركها لن يبدلها بأي شيء ولن يبيعها بأي ثمن . لذا فليكفوا عن احتراقهم لإضاءة مصباح الظلم و الظلمات . و للحكومة أقول ارحلي و اتركينا لله الحفيظ الشهيد و للوطن الواسع المديد و للملك المجيد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.