ساكنة تاكونيت تنتظر متى يقال لها ارحلي ..؟

     تاكونيت “الرباط” منطقة صحراوية تقع في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية, وهي عبارة عن صحن يحده شمالا جبل أنكام وجنوبا جبل بن سلمان وغربا جبل باني وشرقا الحدود المغربية الجزائرية…

تتكون قيادة تاكونيت من جماعتين,جماعة تاكونيت,وجماعة اكتاوة وتتميز هذه القيادة بتعدد الأعراق البشرية وتنوع عاداتهم وثقافاتهم, تبعد عن الرباط العاصمة بأكثر من 1000 كلم وعن ورززات بحوالي 230 كلم وعن زاكورة الإقليم الذي تنتمي إليه بحوالي 70 كلم.

       وهي منطقة حدودية مهمشة تستحق كل ما يغري للاستقرار والعيش فيها لاعتبارات عدة كالبعد من المركز وصعوبة الظروف الطبيعية وقساوتها وقلة المرافق فيها وقربها من الحدود المغربية الجزائرية… ولكن للأسف الشديد العكس هو الصحيح فالساكنة منذ مدة طويلة ممنوعة من البناء والتشييد بذريعة أن أراضيها هي من “الأملاك المخزنية” ,وهي حقيقة أراضي سلبتها المنطقة في فترة من تاريخ المغرب كلنا يعلم وطئتها وتبيعاتها وعبئها على جل المناطق خصوصا منها الهامشية كتاكونيت “حسب تصنيفهم” ولو لم يعلنوه ,فهذه الأراضي حسب زعمهم لا تملكها الساكنة بل هي مستغلة لها ليس إلا ,ويوما ما يجب أن تسلم لمالكيها؟؟؟, ونسوا أو تناسوا أن الناس بالمنطقة قدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير هذه الأرض وغيرها من أراضي الوطن الغالي بأسره من أيدي المستخرب الظالم الذي استغلها وأذنابه إبان الاستخراب وخرج بلا رجعة وترك آثارا نؤدي ثمنها إلى اليوم؟؟؟,أضف إلى ذلك تعقيد المساطر الإدارية “إن وجدت” أحيانا مما يجعل احترامها و قوانينهم التي سطروها متعذرا ؟؟؟. وهذا ما انعكس سلبا على تنمية واقتصاد المنطقة برمتها ,تلك التنمية التي لم تعرف طريقها بعد إلى هذه المنطقة المقهورة منذ زمان…

         فعوض أن نسوي هذه الوضعية الشاذة لصالح الساكنة بما يناسبهم ويناسب مصلحة الوطن, ونغريها ونشجعها على الاستقرار والعيش الكريم بهذه المنطقة الحدودية القاسية مع الجارة الشقية الجزائر والتي نعرف ما تكون؟؟ , ولا يمكن لهذا الاستقرار والعيش الكريم أن يحدث إلا بتنمية المنطقة تنمية شاملة وتقريب الإدارة من أهلها ,وتوفير مناصب شغل لأبنائها, وتوفير المتطلبات الأساسية والضرورية للساكنة فيها من ماء شروب كاف وكهرباء وخدمات صحية وغيرها كثير, بل ومغريات أخرى تحسينية محفزة, نجدهم يزيدون طينتها بلة وتحدياتها ثقلا ومشاكلها تناسلا للأسف الشديد …؟

     فيا من “صدعوا” رؤوسنا,و”صموا آذاننا” بحب هذاالوطن الذي من حق جميع المغاربة العيش فيه بكرامة ويدعون امتلاك معظم أراضي تاكونيت متى ستقولون لأهلها ارحلوا, وتخلصوهم من هاته الهواجس والكوابس التي تقضُّ مضجعهم,وتحطم آمالهم وتضاعف آلامهم؟؟؟

     فعودوا إلى رشدكم خدمة لهذا الوطن المتسع وأهله ,وسلموا الأراضي لمن كان يملكها دون تناور أومتاجرة, وحتى لا تزيدوا من أزمات الساكنة وهمومها, وما تعانيه تاكونيت يكفيها ويزيد ؟؟؟ وإلا فلتتحملوا المسؤولية كاملة لما قد تؤول إليه الأوضاع بالمنطقة هاته التي تنتمي إلى ذاك المغرب العميق ؟؟؟