يغلب على المجموعة القصصية ورود شائكة للكاتبة بديعة بنمراح..طابع الحزن و الكابة و التشاؤم حيث أن مجمل خواتم القصص القصيرة ذات نظرة حزينة وواقعية اذ ان السعادة في واقع الحال مبهمة و غير حقيقية لانها ليست سوى غاية و حلما صعب المنال فالانسان لن يسعد في هذه الحياة الفانية اذ سرعان ما يكدر عيشه أو يفاجأ بقدر على حين غرة من فرحه و زهوه…و لعل هذا نابع من تجربتها المحترمة في لطام مد و جزر غياهيب الزمان المتقلب و ملاحظاتها الثاقبة…
تبدوا حالة الكاتبة مهترئة نفسيا و حسيا بسبب الاقصاء الذي يطال المرأة عموما أو هي في احدى فترات الحياة الغائرة.. و بسبب قضم شعورها بالحب و السعادة كحق من الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الرجل عبر تصدعات طالت مسيرتها الشاقة في البحث عن متكأ و مغرس هانئ…و تجلى ذلك بشكل بارز ضمن قصصها القصيرة: نساء في الزنزانة”…و ورود شائكة….و لعل قصة وفاء تسرد لنا واقعا معاشا هو أقرب لطموح فتاة تشبعت بقيم غربية جميلة في مقابل قيم بائدة و غير ابهة أو مقدرة لشعور الانسان الواعي و المثقف…و ما أثار اعجابي أكثر في هذه الشذارات الغريبة هو كثرة التساؤلات التي توحي بنفس الوقت لإيجابات عفوية و تظن و كأن الكاتبة تصفع أو تجادل شخصا أمامها و ما هو إلا خيالها في نهاية المطاف…
