السوق الأسبوعي بأكدز كارثة بيئية وصحية

0 702

   لا يخفى على أحد أهمية السوق الأسبوعي في البادية المغربية، إذ يعتبر السوق الأسبوعي، وعلى مر التاريخ، مركزا لتبادل السلع والبضائع والمنتجات والأخبار والثقافة، وحل النزاعات والخلافات بين القبائل والأفراد.. والسوق الأسبوعي بمركز أكدز واحد من هذه الأسواق القديمة والهامة في منطقة زاكورة، على اعتبار عدد الساكنة والقبائل التي تحج إليه لقضاء مآربها.. إنه يشكل يوما استثنائيا بكل المقاييس، فهو يوم حظ وفرح ومعاناة وضغط، مشاعر تعتري زواره باختلاف جنسهم وأعمارهم ومستواهم المعيشي والثقافي.. لذلك ظل ارتباط الناس به ارتباطا قويا، كيف لا وهو شر لابد منه..

       وكغيرنا من رواد سوق الخميس الأسبوعي الطبيعين ولجناه وكلنا أمل في قضاء مآربنا والعودة إلى المنزل بأقصى سرعة ممكنة فشمس السوق حارة جدا، وهناك من ينتظر عودتنا على أحر من الجمر.. لكن للأسف فوجئنا بالوضع المزري لهذا السوق، حاله تزداد سوءا يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، فلا حجم المبادلات التجارية التي تتم داخله شفعت له ولا شساعته.. وضع خطير، يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاده قبل فوات الأوان.. أزبال في كل مكان وروائح كريهة تزكم الأنفاس وتطاردك حيثما وليت وجهك داخل السوق، جعلتني أستحضر قصيدة “المطعم البلدي” لشاعر الحمراء.. وأتساءل في نفس الوقت: من المسؤول عن هذه الحال ؟ أهذا هو حال كل الأسواق المغربية أم أن أكدز تشكل دائما الاستثناء، مادام كل شيء في المغرب استثنائي طبعا ؟

     فكرت في شراء السمك بعدما استمعت إلى الدكتور الفايد يتحدث عن فوائده، وكم كانت صدمتي كبيرة بوضع جناح بائعي الأسماك فوضى تعم المكان، ذباب ينط هنا وهناك فضلات الأسماك فوق الأرض على الصناديق والأيدي الوزرات.. وغياب تام للماء، كيف لا والسوق الأسبوعي غير مزود بالماء الصالح للشرب ؟ حز في نفسي الأمر فدخلت في حوار مطول مع صديقي بائع السمك، وأكد لي، أنهم طالبوا مرارا وتكرارا المسؤولين بتزويدهم بالماء الصالح للشرب لضمان نظافة المكان، وضمان صحة المواطنين، لكن -يؤكد الصديق- إلى اليوم لم تتم الاستجابة لطلباتنا المتكررة على الرغم من أننا تلقينا وعودا كثيرة بهذا الصدد، وندفع كل سوق الإثاوات المفروضة علينا… قهقه بصوت عال.. سألته عن السبب، فأجابني قائلا: ربما لم تزر المذبحة (الكرنة) ؟ أجبته: لا. قال لي مصيبة بل كارثة.. قفلت مسرعا لزيارتها ريثما ينهي عمله..لم أستطع الدخول إلى المجزرة بسبب الأشلاء المنتشرة في كل مكان والروائح الكريهة والذباب حتى الكلاب الضالة لم تعرني اهتماما، أصبحت ضيفا ربما، فقد اتخذت من المكان سكنا لها… عجبت كيف تتم عملية الذيح في هذا الوكر، الذي يفتقد لأبسط شروط السلامة الصحية؟ بل كيف يسمح طبيب البلدية بهذا الوضع ؟ واأسفاه.. ألهذه الدرجة يتم الاستخفاف بصحة المواطنين ؟

ألا تتقن الجهات المسؤولة شيئا غير استخلاص الإثاوات من البائعين والمواطنين.. وضع بئيس حقا..

   لقد تحول السوق الأسبوعي بأكدز إلى مزبلة ومقبرة للأحياء والأموات، جحيم، بله فرن كبير، يطهى فيه كل شيء..

فمن يرفع عنا الضرر، ويوقف النزيف ؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.