أكدز مركز المشاريع المعطوبة والمعطلة
لاشك أن مركز أكدز عرف في الآونة الأخيرة نقلة نوعية على مستوى المشاريع الاجتماعية التنموية المنجزة، ولعل أبرزها تهيئة الشارع الرئيس في إطار المشروع الجهوي لتهيئة المراكز… مشاريع صفق لها الجميع واستبشروا بها خيرا لتحسن الأوضاع، وتحول أكدز إلى قطب اقتصادي واعد بحكم موقعه الاستراتيجي.. لكن للأسف الملاحظ أن هذه المشاريع توقف قطارها في اللحظات الأخيرة، أو لنقل وقف (برفع الواو) فهكذا سيكون التعبير أصح بكثير… مشاريع كلفت ميزانية ضخمة بعد دراسات متعددة، ليظل مآلها في الأخير مجهولا، تحركه أيادي خفية، أيادي ألفت التحكم والاستبداد وعرقلة الإصلاح.. أيادي تستفيد لاشك من الوضع الراهن.. وهو ما يطرح أكثر من علامات استفهام حول آليات التتبع والمراقبة.. فما معنى أن ينجز المشروع ويظل مقفلا حبيس الأسوار ؟ أليس هذا عبثا حقيقيا؟
من يزور أكدز اليوم يخالها مركزا للمآثر التاريخية، فالبنايات المقفلة منتشرة في كل مكان، تعشش فيها الطيور والعناكب، بنايات تأبى البوح بما فيها من أسرار، تكتفي بالنظر بأعناقها المشرئبة في السماء، تحجب عنا الشمس والهواء، تنطق لغة ستفهمها إذا أمعنت.. لتظل الخلافات القبلية السمجة سلاح الفساد والمفسدين، كلما قرب مشروع من النهاية حركت البرك الآسنة، وأوقدت الفتن… إني لأعجب حقيقة لهذا الوضع المأساوي الغريب.. مشاريع ضخمة نعم، لكنها في سبات عميق.. يحرسها مركز القاضي المقيم، حتى لا تضج بالحركة والصداع، فالحي الصناعي أنفاسه مكتومة، والصناع نفذ صبرهم.. أما المركب السوسيو ثقافي، فلا أدري أي ثقافة سينشرها بعد طول انتظار، حضرت الوقاية المدنية لتسعفه، لكنها هي الأخرى تحتاج إلى من يضخ الدماء في جسدها المتهالك وسط أشعة الشمس الحارقة، فلا سيارة إسعاف ولا رجال مطافئ ولا بواب، حيرتان وحسرتان.. أما محطة الوقود التي شارفت على النهاية، والتي قيل عنها إنها في الأصل محطة الحافلات، فحال لقمان على حالها، فلا أشغالها انتهت ولا الساكنة ارتوت، وتنسمت هواء نقيا في متنزه على مشارف الباشوية، من يسلم تراخيص الإنجاز من، إن كان هذا هو المآل الموعود لمثل هذه المشاريع؟ ما نعلمه يقينا أن هنالك لجنا متخصصة في الدراسات لها قواعدها وأصولها المعروفة، وأخرى للتبع والمراقبة، كفانا استهثارا وعبثا، أين نحن من خدمة المواطن والسهر على مصالحه، أبتشييد بنايات فارغة نحقق تنمية حقيقية ؟ وا أسفاه بل وا معتصماه… هل هو قدر أكدز، إن كان قدرا فلا مفر، أما أن يقدر علينا هذا، وبهذه الأساليب المنكرة، فلا شك أن صبر المواطنين إلى نفاذ، أيها المسؤولون اتركوا بصمتكم ودعونا نتذكركم، بنقش أسمائكم في تاريخ أكدز، بمشاريع حية فعلية، لا بنايات فارغة، تعكس نضوب وجفاف فكركم، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.. نعم خافوا وكفوا عن تجارتكم، فإن هذا الشعب حمال، والنوق إن صرمت فلن تجدوا لها ولدا ولن تجدوا لها لبنا…
هذا حال مشاريع أقاليم الجنوب الشرقي،إلی متی ستفيق ساكنة هذه الأقاليم؟؟؟؟