الرد على الأقزام الذين تكلموا في الأعلام

3 551

قبل أيام قال كنت في حوار ديني مع بعضهم فنقص وجرح علماء أجلاء نحسبهم على الله من الربانيين،وتطاولوا عليهم تطاولا مؤلما تجردوا فيه من ثوب الأدب ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الجوزية والشيخ الألباني وعمالقة الدعوة المعاصرين في مصر العربية ،ولاشك ولا ريب أن العالم لايكافئ من عصى الله فيه بأكثر من أن يطيع الله فيه ،ولا يمكن أن يتنزل إلى هذا الدرك الدنيء ،والحقيقة في هؤلاء الأعلام الربانيين أنهم دائما يحسبون أنفسهم طلبة العلم وإنهم يجددون إسلامهم في كل مرة ،فتأتي هذه الكلمة لأقول الحق بحق وما أدين به لربي في حق هؤلاء الأخيار كما سأقدم نصائح للشباب من أجل اجتناب الوقيعة في الأعراض .

إن المنهج الذي ينجو ويتغير به الخلق هو المنهج الرباني ، ولن يتغير واقع المسلمين إلا إذا طهرت قلوبنا وزكت نفوسنا وصحت أخلاقنا ،وأخذنا العلم من ورثة الأنبياء مشافهة وقراءة وما استطعنا إليه سبيلا ، ومن المعلوم كما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أن الناسُ ثلاثة عالمٌ رباني ومتعلمٌ على سبيل نجاة وهمجٌ رَعاعٌ أتباع كُلِ ناعقٍ يميلون مع كُل ريح  ،ولا أرى في الذين يتكلمون في الأعلام إلا من الصنف الثالث فيا أيها الباحث عن الحق احذر لسانك ،أحذر لسانك وانتق كلماتك وأعرض عن تتبع زلات العلماء الربانين ،فإن أخطئوا فلهم أجر لأنهم في مقام الاجتهاد وإن أصابوا فلهم أجرين ،وأعلم علم اليقين أن العالم مهما بلغ من العلم والدراية وكثرة الرواية يبقى أنسانا معرضا للخطأ كما قال الإمام مالك رضي الله عنه : كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر – وأشار بأصبعه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ولن تمنعنا بعض الهفوات أن نترك ونقاطع علمهم وحكمتهم في الطريق إلى الله ،فإذا كان للعالم خطأ واحد فله بالمقابل تسعة وتسعون صوابا .وأخطاء العلماء لا تنقص من قدرهم ما دام قصدهم التوصل إلى الحق ؛ ولا تجوز الوقيعة في أعراضهم، فالرد عنهم وتصحيح أخطائهم مهمة يتكلف بها أقرانهم من أهل الفضل والعلم ولذلك ضوابط شرعية، والحق أحق أن يتبع.

هذه الكلمة في حق هؤلاء الأعلام ليست تعصبا لأشخاصهم ،لا والله بل دفاعا عن الحق وعرفانا بما قدموه لهذه الأمة من علم وحكمة ،ويكفيهم شرفا أن الخطباء اليوم من أهل الجماعة والسنة لاتكاد تخلو خطبهم من قال شيخ الإسلام ابن تيمية ،قال ابن القيم الجوزية ،وصححه الألباني و….. فتعالوا بنا نلقي نظرة نتعرف فيها عن علمين من أعلام الإسلام:

شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية رحمهم الله :

ولد ابن تيمية رحمه الله سنة 661ه ،اسمه يسير مسير الشمس ،يحسبه العلماء والله حسيبه أنه محب لله ورسوله ،كان رجل عامة وكان منتصبا لخدمة المسلمين وعاش فقيرا ،واليوم فكر ابن تيمية له دول ترفعه ولو رأيت حظ ابن تيمية من المسلمين لوجدته أكبر من حظ بعض الفقهاء الكبار ،وكل هذا لبدله وعطائه وإعراضه على الدنيا بالكلية. لقد كانت الدنيا تغلي في أيامه فترك حظ نفسه في الزواج وهي متعة وحظ نفسه في الأولاد وهي متعة ،وأشتهر بأنه أشهر سجين ،وكان يرى لزاما عليه بمحبة الله ورسوله أن يدافع عن الإسلام ،وما صنعه في أعداء أهل الإسلام لم تفعله كتيبة من العلماء ،ألف في كل شيء ولاسيما في الأصول ورد على المبتدعة بردود فتح عليه بها لم يسبق إليها .

وأما ابن القيم الجوزية المزداد سنة 691 ه ،فهو علم من أعلام المسلمين والذي كان له فضل عظيم في نصرة هذا الدين وفي نشر سنة سيد المرسلين وهو من تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية ،تكلم وناظر وألف في تبيانه للإسلام ،حتى غدت مؤلفاته منابع خير يتلقى منها بعده ،فأصبح الناس عالة على كتبه ،برع رحمه الله في علوم كثيرة لا تكاد تحصى، وهي سائر علوم الشريعة، مثل: التوحيد، والتفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والفرائض، واللغة، والنحو، وكان من المتفننين، وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وكان عارفاً في التفسير لا يجارى، وسمع الحديث، واشتغل بالعلم، وقال عنه الذهبي -رحمه الله-: “عني بالحديث ومتونه ورجاله، وكان يشتغل بالفقه ويجيد تقريره”. وقال ابن ناصر الدين -رحمه الله-: “كان ذا فنون في العلوم” وقال ابن حجر: كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفاً بالخلاف ومذاهب السلف.

وجاء من بعدهم علماء أجلاء أناروا أزمنتهم بنور العلم ،كالشيخ الألباني وابن باز وابن عثيميين وعبد الحميد كشك والقائمة تطول ومن المعاصرين كذلك شيوخا أفاضل نحسبهم على الله من الصادقين ولا نزكي على الله أحدا ،ويا ليت الأمهات يلدن أمثالهم ويا ليت الأقزام الذين يحاولون أن ينالوا منهم تواضعوا وبدأو بالتعلم قبل التكلم ،

على من أراد النجاة أن يهتم  بدروس العلم من الدعاة المتخصصين والربانين لأن العلماء صمّام أمان في الأمة،إذن لابد من العلم ومن فهم العلم ثم لا ينفع العلم ولا ينفع الفهم إلا إذا حولنا هذا العلم بفهم إلى عمل و إلى واقع.

ولبدا كذلك لمن أراد أن يتكلم في الدين أن يعلم مايلي :

من سلك طريق بغير دليل ضل ، ومن تمسك بغير الأصول ذل ، والدليل المنير في الظلماء ، والأصل العاصم من جميع الفتن والأهواء هو العلم بفهم وعمل ولكن ليعلم أن الدليل ولو كان صريحاً في القران ولو كان صحيحاً في السنة ليس منتهى العلم بل لابد من فهم الدليل ومراتب الدليل ومناطات الدليل للربط ربطا صحيحا بين دلالات النصوص القرآنية والنبوية وحركة الواقع ، فلا يجوز أبدا أن تستدل بدليل دون فهم دقيق ووعى عميق لهذا الدليل ودون تحقيق لمناط هذا الدليل ؛ هل هو دليل عام أم دليل خاص هل أسقطه على مناط عام أم على مناط خاص .

من أجل ذلك يا أيها الشباب دعوا الحماسة الحمقاء جانبا ، وتحروا الصدق والتزموا العلم الشرعي،و وألجموا ألسنتكم بلجام الخوف من الله تعالى ،واحذروا لحوم العلماء فإنها مسمومة ، فوا لله إن تكونوا صادقين فلن تضركم اختلافاتهم في الأمور البسيطة ،وكلهم وجميعهم فوق رؤوسنا .ودعوا كلام المشككين والمحاربين للسنة وأنا أقول باليتنا نلتفت خلفنا مرة لنعلم إلى من ننتمي حتى نعز ونخرج من الهزيمة النفسية ونخرج من هذه القزمة التي فرضت علينا بتصدر بعض الأقزام الذين يخطون ضمير الأمة الآن بكل أسف .

3 تعليقات
  1. حوار العقل والمنطق يقول

    بني وقد عرفت نفسك بطالب باحث .فحري بك ان تتحلى باخلاق الفضيلة و اداب الحوار . يقول تعالى : “وجادلهم بالتي هي احسن” فاينك من هذا ام انخدعت وراء عنوان الجناس:اقزام …..اعلام رويدك بني وهل بكليماتك وفيت اولاءك الاعلام حقهم وصيتي لك بني الحلم الحلم ثم الوية الروية واياك ومثل هذه الردود العنيفة حاول تبني لغة الجدال بالحجة و البرهان فكم مفحم خذله لسانه واسقطه انفعاله وكم ضعيف قواه مكره

    1. محمد يقول

      شكرا لك ايها الطالب
      السلام عليكم يبدو ياصاحب الرد 1 انك قرات العنوان ولم تفهم النص جيدا
      فنعم هؤلاء اقزام من حيث العلم اما كلمة قزم فليست بالعيب لان معناها قصير القامة وهناك امة كلهم اقزام
      فلو انك قرأت النص جيدا سترى في الاخير ان الاخ يقول للشباب:
      من أجل ذلك يا أيها الشباب دعوا الحماسة الحمقاء جانبا ، وتحروا الصدق والتزموا العلم الشرعي،و وألجموا ألسنتكم بلجام الخوف من الله تعالى ،واحذروا لحوم العلماء فإنها مسمومة ، فوا لله إن تكونوا صادقين فلن تضركم اختلافاتهم في الأمور البسيطة ،وكلهم وجميعهم فوق رؤوسنا .ودعوا كلام المشككين والمحاربين للسنة وأنا أقول باليتنا نلتفت خلفنا مرة لنعلم إلى من ننتمي حتى نعز ونخرج من الهزيمة النفسية ونخرج من هذه القزمة التي فرضت علينا بتصدر بعض الأقزام الذين يخطون ضمير الأمة الآن بكل أسف .
      ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)

  2. كلمة الحق يقول

    السلام عليكم ،
    من يتكلم في أعراض الناس فضلا عن أن يكونوا علماء أقل ما يمكن أن يقال في حقه قزم ،نعم قزم في شرع الله قزم في العلم ،وأنا ارى أن ماقيل هو ما يجب أن يقال .
    حفظ الله شبابنا من التطرف يمينا وشمالا و جعلهم ممن يقدرون علماءنا الاجلاء .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.