ألبرتوري سانشز : روائي مكسيكي عَالمي محبْ ومولَع بالثقافة العَربية ،له عدة روايات تمت ترجمتها إلى عدة لغات منها اللغة العربية ،يكتب في الشعر والقصة والرواية وله عدة مقالات أدبية ،له رواية” حدائق موغادور السرية ” وهي رواية تدور أحداثها في مدينة أكادير وله أيضا رواية مترجمة إلى العربية موسومة بإسم ” للهواء أسماء “قامت بترجمتها من الإسبانية إلى العربية” فاتحة بنلباه “.
يقول ألبرتوري سانشر عن الثقافة العربية << أقدم نفسي بكل تواضع كعاشق نهم شغوف لهذه الثقافة التي آثرت دساتير العالم بإضافتها في شتى حقول المعرفة >> .
زاكورة .. في رواية سانشز
تحضر “زاكورة “في رواية “للهواء أسماء” في نهاية الرواية بشكل كثيف ،وقد حملت هذه الصورة بعض من أنماط وأسلوب عيش الساكنة ،فقد ذكر “واد زاكورة “(واد درعة ) الذي هطل عليه المطر أخيرا بعد سنوات عجاف من القحط والجفاف الذي قضى على الحياة في تلك المنطقة .
بعد ذلك إنتقل إلى تحديد جغرافية المكان عندما قال في <<توجد زاكورة في أقصى شمال طريقهم حيث تنتهي الصحراء >> وتتابع الأحدات وتتناسل ليصرح ألبرتوري سانشز
بهطول المطر بعد سنوات لمدة ثلات ساعات وهذا ما فاجأ أهل المنطقة لأنهم لا يرون المطر إلا بَعْدَ خمسة عشر من الأْعوام العجَاف .
في أحد المقاطع الروائية يصف” سانشز” المنطقة كيف تغيرت من أرض قاحلة إلى أرض نبتت فيها الحشائش وتغير لونها وهذا التغير أدى إلى دخول الرحال إلى المنطقة لسبب بسيط أن المكان أًصبح صالحا للرعي .
وتتوالى الأحداث إلى نشوء صراع بين الرحال وساكنة المنطقة للأن الرحال الذين جاءو إلى المنطقة إلتهم ماعزهم كل النباتات والورود والحشائش .
نظرة سكان المنطقة للرحال
بعْد أن جَاء الرحال إلى المنْطقة تغير المَكان بسبب الفوضى التي قام بها الرحال في الحشائش التي نبتت لمدة قصيرة وتم بعثرتها ،هذا ما أدى إلى تغير نظرة سكان المنطقة تجاه الرحال فبدأو يحتاطون منهم لأنهم يأتون ويتصرفون دون أن يعيروا أي اهتمام لنظامهم الخاص في الحياة .
أصْبَح ينظَر لهؤلاء الوافدين (الرحال ) كزنادقة وأشرار لأنهم يخدمون حسبهم فقط مصالح المدن كما يقول الراوي <<وينظر اليهم كزنادقة أشرار يحتملهم الأخرون فقط لأنهم يخدمون مصالح المدن سواء بقيادتهم للقوافل عبر الصحراء أو بالقيام بتجارة الأغنام والأسلحة والأقمشة داخلها >>.
الطبيب العَجوزْ ..الزَاكوري
تَحْضر شَخْصية الطبيب العَجوز في نهاية الرواية كشخصية رئيسية مهيمنة على الأحداث فحسب الروائي فهو أكبر الشخصيات في المنطقة سنا وكان يصعد إلى الجبل القريب من المنطقة وكان ينهض قبل أن تشرق الشمس ويجلس على صخرة أضعفت ظهره وكان يتقفى الأثر بعينه .
كَانت مهمة الطبيب العجوز هي المراقَبة وتَأمين المنطقة ،وكان يظن في قريرة نفسه أنه عمله هذا مهم وضروري وأهل القرية كانوا يصدقونه <<كان هذا شغله اليومي وكان لديه اليقين بأنه عمل مهم وأهل زاكورة كانوا يصدقونه >>.
وعند وصوله إلى رأس الجبل في الظلام الذي” يكسو كل شيء ” كان يردد كل مرة “سيصيب أهل زاكورة الغيط إن لم يكن وجههم اليوم كوجههم أمس ” ،وكان صعود هذا الرجل الى هذا الجبل أمر ضروري ومهم لسلامة المنطقة وإذا ماغاب هو بقيت المدينة بيضاء وعجز أهلها عن إدراك حدودها .
الطبيب الزاكوري والرعب الأبيض
أطْلقَ اسم” الرعب الأبيض” على الخوف الذي يتملك اهل المنطقة طيلة يوم مشمس ولم ينزل فيه الطبيب من أعلى الجبل .ففي أحد الأيام صعد الطبيب إلى الجبل َولَم يَعدْ وعندما ذهبوا للبحث عنه وجدوه حسب الراوي <<جسْما مْصبوغا بالأحمر وقَد خَرقه خنْجر لم يكن أحد من أهْل المَدينَة يعْرفه >>.
بعْد ذَلك انتشرت الأخبار في المنطقة وظنوا أن هناك حياة جديدة تنتظرهم كما يقول <<سيكون إما بيضا أو سودا وسوف يكونون كالرمال والأشياء >>.
ويواصل الراوي سَرْد الأحداث ليكتشف أن أهل المنطقة لم يتقبلوا ذلك فمنهم من رمى نفسه في البئر ومنهم من أخدهم الموت ،وفي الآخر يتتبع أهل زاكورة دم القتل ويكتشفوا من قتل الطبيب العجوز حامي المنطقة من الأعداء .