مرحبا بكم في الجنة المفقودة
ماذا ينتظرك يا بلادي السعيدة بعد كل الذي عانيت و أنت من أنجبت أبناء كل همهم أن تتحرر فلسطين… ماذا سيحل بك يا أرض تمضي السنين و القرون وهي تحدث النخل الشاهق تربيه منذ كان بدرة في أمه تم تبكي عليه حين يجتثه أهله من جذوره. ما ذنبك يا أرض الأجداد وأنت من تحوي دررا على الأرض و تحتها، معادن وخيرات في جوفك وكرم وطيبة الأهل على سطحك تجدد عليك و على أهل يسكنوك الرحمات. أيكون العيش الكريم حلم الأجداد وهم الأبناء مند عصور فيموت الأجداد و الأولاد و أنت كما أنت تنتظري من قد لا يأتي ؟ أنكفر الغرب صباح مساء، ثم نتمنى أن يزورنا الكفار في بلادنا ويحملونا معهم لكوكب الحضارة و التقدم وتجود علينا جيوبهم بدريهمات يشتروا تمر أو حجر أو حتى صور أو أي شيء، المهم دراهمهم. أيكون قدرك يا بلادي الفتية العجوز أن توزعي أبناءك هبة لكل البلدان يخدموها، يشيدوا فيهم قصور وقلاع تم يعودوا إليك ليلعنوك. فيذكرك الجميع بخير إلا أبناءك الذين ربيتهم في حضنك، هم فقط من يسبونك و يشتموك. أيكون قدرك أن يكون أبناءك أول من يعصوك. وهم من أخد كل شيء من الآخر إلا أن يحترموك. أما يكفي قسوة الطبيعة لتنجبي أبناءا يخدموك. كيف زرعت فيهم كل القيم ورفعتي فيهم الهمم لكن لم تعلميهم كيف يتحملوا من أجلك وفي سبيلك.
إلى متى سيطول انتظارك يا بلادي السعيدة وكم من جيل يلزمك ليبرك الأبناء و الأحفاد ليزرعوا أرجاءك نخل وكروما ويبنوا في جنبات حقولك قصورا تأوي وتكرم زوارك، وبيوت تليق بأهلك.وتحميهم حرارة الشمس وبطش المطر. متى سيشد الرحال إليك من جديد فتبيت الأم قريرة العين بعد أن رتبت فراش ابنها الذي بلغ الثلاثين من العمر وينام هو الأخر وقد أنهكه العمل في الجوار. متى ستغدق عليك جيوب الدولة ببعض مما يصرف في حفلات الترف و اختلال الموازين فيبنوا فيك معامل و أوراش تجمع أبناءك من باقي المدن ويستمع الطفل الصغير إلى نصائح أبيه من الرضاعة إلى البلوغ. متى سيخرج الجد و أحفاده إلى جبالك ليس للعمل ولكن في نزهة يحكي لهم كيف كنت قبل أن يولدوا. متى سيحلم صغارك أن يقودوا طائرات تحلق في سمائك فتضحكي بأعلى صوتك وحق لك أن تضحكي، تم تتباهي بكتابك بعلماءك بشعراءك و بكل أبناءك متى ينتهي التناقض فيشكرك من لم يزرك قط ويعشقك أهلك.
متى يمدحك أهلكك صيفا وشتاءا و ويضعوا في مدخلك جملة جميلة بكل اللغات و تقرأ على بعد كيلومتر
” مرحبا بكم في الجنة المفقودة :زاكورة “.