لنرتقي بفضاءاتنا
هل حدث لك يوما، وجلست في حديقة عمومية أنت وأسرتك الصغيرة هاربا من ضيق منزلك، وإذا بك تقبر عينيك جبرا وتنأى بأسرتك وبنفسك عن مشاهدة لقطات إباحية تمر من حولك!!!
هل حدث لك ذات مرة، وأنت تنتظر الحافلة وراء جيش كامل من العمال المنهكين،وإذا بأطفال في عمر الزهور يتقاسمون بجانبك السيجارة الملفوفة بمخدر الشيرا !!!
هل حدث لك يوما وجلست أمام التلفاز أنت وأسرتك الصغيرة عازما على أن تعلمهم ثقافة وطنهم، وإذا بقنوات العهر المغربي تخجلك أمامهم وتغرق ثقافتهم بالأفلام التركية والمكسيكية الساقطة !!!
هل حدث لك يوما، وأنت تريد تتبع أمور العباد والبلاد في برلمان بلادك، وإذا بك تصادف أمام شاشتك الجاهل المتملق والمثقف الانتهازي يمارسون مهنتهم في صناعة الشتائم والسفاهة !!!
هل سبق لك ودخلت أنت وابنك الصغير لقاعات السينما المغربية لمشاهدة فيلم مغربي وإذا بك تهرب بابنك منها بكل ما ملكت من قوة خوفا من أن يصبح عاهرا أو شاذا جنسيا !!!
هل سبق لك ودخلت مسرحا وطنيا بالعاصمة الرباط وأنت باحث عن الفرجة وإذا بك تجد موضوع المسرحية يناقش الأعضاء التناسلية للمرأة !!!
هل حدث لك يوما ، وأنت تريد تعليم ابنك كيف يكون محترما في فضاءات التواصل الاجتماعي، وإذا بك تجد صديقا عزيزا تحترمه حد الاحترام، أرسل لك مقاطع فيديو لمغاربة يمارسون الرذيلة !!!
هل حدث لك يوما، وأنت تسير في الشارع العام بمعية أستاذك العزيز وإذا بوجهك يحمر خجلا بعد أن رماكما بعض المارة بكلمات العهر والرذيلة!!!
هل سبق لك وحضرت ندوة علمية في جامعة عريقة بحضور وزير انتهت صلاحيته في الحكومة، وإذا بك ترغم نفسك على المغادرة بعد أن تأكد لك بالملموس أن الصوت الأكاديمي الحر أفسدته الحزبية وخلع عن نفسه الجرأة ولبس النفاق السياسي!!!
هل سبق لك وجلست في مكتبة عمومية تحاول أن تكون مثقفا، وبعد حين رأيت فتاة تمسك بسيجارة بدل كتاب، وآخر أمام حاسوبه الشخصي يشاهد الأفلام الإباحية !!!
أيا كان الأمر، أقول لك لا تمنحهم الفرصة أكثر من ذلك، وامنح نفسك قدرا من الاحترام فإنك بذلك تكون قد قتلت فيهم ما تبقى من احترامهم.
ولهؤلاء أقول إذا لم تستح فاصنع ما شئت…
ورحم الله من قال التجاهل أبسط شيء تفعله عندما تتزاحم التفاهات من حولك.