إلى الذين يشيعون الفاحشة و إلى الذين يحمونها

0 445

لقد صدقت مقولة من قال « إذا كنت في المغرب فلا تستغرب!!» إنها كلمة معبرة صدرت من صاحبها ـ دون شك ـ بعد تجربة وخبرة وطول عناء، لم تصدر من قائلها لسلاستها أو حلاوة سجعها أو موسيقاها الرناء.

إنها عنوان حال يبعث على الضحك والبكاء في ءان .

في المغرب الشيىء ونقيضه، القانون والشطط، النظام والفوضى، الدستور المسطور والدستور بين السطور، الدين والمروق، الاخلاق والفسوق ، النباهة والاستحمار، مغرب الثقافات واختلال الموازين، حالة تدمي القلب وتنذر بما لا تحمد عقباه،

في المغرب إمارة المؤمنين، وعهد البيعة على كتاب الله وسنة رسوله الامين، ومذهب امام دار الهجرة، وعقيدة الاشعري، وتصوف الجنيد ، والمجلس العلمي الاعلى، ووزاة الشؤون الاسلامية ورابطة العلماء، ودستو ينص على ان دين الدولة الاسلام ـ وحكومة يرأسها حزب ذو مرجعية اسلامية، وجمعيات اسلامية تستهلك وقتها في الكلام، وزوايا صوفية تثقب الارض بالركل وتصك الآذان بالنعيق والشهيق، ومجلس دستوري ومجلس اعلى للقضاء، وطوابير من المثقفين والسياسيين لا يُحصوْن عددا .

ناهيك عن أعيانها وشرفائها ومحاميها وأهل الفضل، وحتى سكان مقابرها ، وأهل الخير الأتقياء.

في هذا النسيج العجيب، وفي هذا المشهد الفسيفساءي المريب، يطل على المغرب رجل صفيق بني عظامة من لبن ( ام يهودية ) واب لا ينطق الا بما لا يليق، رجل اسمه عيوش ( على غير وزن لغوي مستقيم! ) اسمه شاذ ـ وجنسه شاذ ـ وفعله شاذ ـ وما هو من (……….. ببعيد)

يطل هذا المريض المكبوت على مغربنا الحبيب.

بشريطه الوسخ العفن يلوث سماء الاسرة والمدرسة والمقهى والشارع وكل الفضاء، بفيلم صارخ واضح ناعق نابح في اذهان المرأة قبل الرجل، والرجل قبل الشاب، والشاب قبل الشابة، والشابة وهؤلاء قبل تلاميذ أبرياء يحتاجون الى مناخ نفسي دراسي نظيف.

تأملت ـ وتأملوا معي ـ لنجد مبررا او مسوغا لنشر هذا الدمار الشامل .

← أيبرره ما يقال عن الحرية الفردية وحق الإنسان؟

← أم تبرره اكذوبة الفن التي اصبحت لكل رذيلة احسن عنوان؟

← أم تبرره وقاحة وجرأة رعاة عبدة الشياطين ؟

← أم تبرره صفقات ومعاهدات وضغوطات وترضيات ورشاوي من خارج الأوطان، اتحدى من يغمضون اعينهم ويصمون آذانهم من حماة الدين والوطن ان يشاهدوه امام ابنائهم وآبائهم واصدقائهم وساداتهم وعبيدهم، اتحداهم ان يشاهدوه ويسمعوه ويقرأوه ويحللوه بأي دافع كان، تذوقا فنيا كما يعبرون، او قراءة للواقع من خلاله كما يزعمون، إلا إن انتكست فطرتهم ومات ضميرهم او غُسلو من أخلاقهم، او باعوا اوطانهم برخيص الأثمان ـ أو بلا أثمان .!

ان هذا الفيلم وما شاكله من افلام لهو محك اختبار لمؤسساتنا الحاكمة من اعلاها الى ادناها.

ولقوانيننا من دستورها الى ظهائرها الى مراسيمها الى اختصاصات وكلاء الملك في المحاكم من أقصاها إلى أقصاها.

ولعلامائنا ومجالسهم ورابطتهم ـ وما يتبعها وما والاها، ولحراس الأمن الروحي ، والمذهب المالكي ، والتصوف السني والعقيدة الاشعرية ومَن أرساها.

وللمدافعين عن حقوق الإنسان والكرامة والقيم ومعناها .

ان لم تتحرك كل هذه الجهات لتضرب بيد من حديد على يد هذا الديوث، وتحطم وكره الداعر وتقتص من ثلة الداعارات اخواته ـ ان لم تتحرك بضربة موجعة مدوية تجعله عبرة ـ فإن صمتها وتجاهلها ليرسم الف سؤال وسؤال ، بل الف جواب وجواب ، يجعل شرفاء المغرب وعقلاء المغرب ومفكري المغرب واتقياء المغرب، يفهمون انهم في (سُلة) اسمهــــــا الوطـــــن بيعت من خـــــــــلال هــــذا ( ابن اليهودية ) إلى أجداده وأخواله من بني صهيون، ولا نرضى ولن نرضى ان يذر الرماد في اعين المغاربة ببلاغ يفيد منع الفيلم من العرض ، وانما الواجب هو الردع والزجر والقصاص.

ولقد سكت هذا الشعب المسكين على مضض يوم خرجت عليه الوقحة الداودية بأغنيتها المنكرة المستفزة كلها وقاحة وتحرش واستهترار.

عجبا للمغرب يُرفع فيه شعار ( لا للتحرش ) ويأتي هذان الشاذان ليتحرشا بالمغاربة جميعا في واضح النهار.

إن المفروض في من يلوح بمقولة حماية الدين والحفاظ على الأمن الروحي ان يتصدى فعلا لمثل هذه القواصف، لا ان يحميها بشتى اللافتات والعناوين او القوانين، او حتى بالتغاضي والسكوت وغمض العينين، والا فستسقط هذه المقولة ولا يبقى لدباجة الدستور اي معنى .

وساعتها نواجه وعيد الله الذي ـ إن أمهل ـ لا يهمل « إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»

وعندها يُحرق الأخضر باليابس ويتبرأ الذين اتُّبِعُوا مِن الذين اتَّبَعوا وتتقطع بهم الأسباب، ويقول الذين اتُّبِعوا (لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا،) فيقول قائل السماء (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم…) فنتبهوا يا حماة الفاحشة ويا من تحبون شيوعها بالسكوت أو بدفن الرؤوس في الرمال. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.