وطن واحد و مواطنون بدرجات مختلفة
حتى الآن نلتزم في تناول قضايا مدينتنا المهمشة من كل النواحي بالتحليل المبسط المبني على ظواهر الأمور. مبتعدين عن كل الخبايا السياسية والخروقات الغير المكشوفة للجميع ليس خوفا و لا جهلا ولكن رغبة في إشراك الشريحة الواسعة من شعب زاكورة في النقاش وتقاسم الأفكار. لكننا سنكون أكثر سياسة و سيكون خطابا أكثر حدة. لن نبقي ذلك الإنسان الزاكوري الذي ينعت ب “الله يعمرها دار” بمعني أنه يسمح في حقه و يستحيى أن يظهر الحقيقة في كثير من الأحيان .
لم يعد أمام شباب زاكورة خيار أمام الانخراط الفعلي في الإعلام البديل خصوصا في ظل التهميش و الحيف و الإقصاء الذي مارسته و تمارسه السلطة المغربية على مدينة زاكورة السياحية بشهادتهم، و المهمشة بشهادة الواقع. وفضح العشوائية التي يعرفها الإقليم في التسيير. علهم يضفروا بقليل من المحاسبة والرقابة التي ألف المسؤولون في بلادنا ليقوموا بمسؤولياتهم. كم من سيارة إسعاف غابت حين احتاجها الساكنة، كم من أسرة لا تعرف معني الماء الصالح للشرب، كم عدد الأطفال الذين لا يعلمون للمدرسة طريق، إما فقرا وهو الغالب أحيانا أو جهل الآباء. كم من أسرة عزلتها ساعات من الأمطار عن العالم، كم من مستشفي مغلق في وجه المواطنين،كم من مشروع متوقف بعدما استنزف أموال دافعي الضرائب، كم و كم من أغراض الساكنة و حقوقهم ضيعت وكان السبب دائما غياب المسؤولية و غياب دور المؤسسات، أو غياب الحس الوطني.
عن أي دولة مغربية نتحدث في إعلامنا وقانوننا أتكون دولة شاسعة بحدودها الجغرافية وصغيرة جدا إدا ما تحدثنا عن الحق في العيش الكريم وعن أي تنمية يتكلم سياسيوا البلد أم أننا هنا في زاكورة مستثنون من خطاباتهم ومن مشاريعهم ولا ننتمي لوطنهم كلنا نحب الوطن وكلنا يحفظ النشيد الوطني ولكن كم هو مقدار حب الوطن لنا كيف يحبنا الوطن وهولا يعرف شيئا عن تطبيبنا و عن عطشنا و عن بطالتنا. أي حب هذا الذي لا يعلم المحبوب عن المحب شيئا، لتحضرنا العبارة التي طالما استفزتنا وجعلتنا غرباء في أوطاننا، نعم يا سادة نحن مواطنون من الدرجة الثانية علينا ما على غيرنا من واجبات الإذعان و الاحترام والولاء ودفع الضرائب وليس لنا ما لهم من حقوق وامتيازات في وطنا نتشارك كلنا العيش فيه. إن السؤال هنا بسيط جدا لدرجة يكفي طرحه على أي كان ليجيبك من واقعه المعاش : أي مدينة هي الأكثر تهميشا في المغرب. ستكون الإجابة التلقائية هي زاكورة هذا إذا كان يعلم بوجودها. حتى بات العيش في زاكورة من العجائب والتحديات التي من الصعب التفكير فيها. وباتت هذه المدينة معتقل وسجن مفتوح يعاقب العسكريون والضباط وغيرهم بالنفي والعيش كرها في زاكورة.
يا معشر سكان هذه الأرض –زاكورة- هذه أرضكم فازرعوا نخلا كثيفا وبعض الخضر، هذه أرضكم بكر بين أيديكم صونوا كرامتها و اتعبوا من أجلها و لأجلها. أو اتركوها واتركوا حقها و ثروتها وليمة تتقاسمها أيادي طويلة في السر و العلن. لا شيء تغير مند الأعوام الماضية، سوى أن جرعات الجهل و الإقصاء زادت عن حدها فلا شغل يخمد نار تتأجج مع كل صباح في صدور الشباب و الآباء. ولا تنمية بشرية سواء مستدامة أو غير مستدامة. كل شيء تغير إلا اهتمام سياسة البلاد بزاكورة ومواطني زاكورة لم تتغير. كل الأماني أن يكون الوطن واحد والمواطنون في درجة واحدة.
أقوى دليل على استخفاف الدولة بالمواطن في هذه الأرض وخاصة حكومة بنكيران هو تعيين العامل الصمودي على هذا الإقليم المسكين فزاده فقرا إلى فقره وعاث فيه فسادا وإفسادا ولعله عقاب لنا على سكوتنا على إهانة الدولة لنا ولا نستغرب إذا استبدلوه في يوم من الأيام بانصتب الآخر وناهب أراضي الجموع قرطاح منصور فكل شيء سيئء يستحقه هذا الإقليم النائمة ساكنته والصابرة على البؤس والنهميش والإقصاء.
من الممكن جدا حتي أن نترك بدون ماء ولا كهرباء
شعب زاكورة مقطوع اللسان
للأسف