المستفزون
عرفت بلادنا خلال الأيام الماضية نقاشا واسعا، سواء في الجرائد الوطنية الورقية أو الالكترونية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ثلاثة أحداث:
– منع فيلم نبيل عيوش “الزين اللي فيك” ،ما بين موافق على قرار المنع باسم القيم الدينية و المجتمعية، و رافض له باسم الحرية ومعالجته لموضوع معاش و موجود على ارض الواقع، و كأنه لا يستقيم معالجته إلا بهاته الطريقة الإباحية.
– سهرة موازين التي أحيتها” لوبيز” وبثتها القناة الثانية، دون رقابة قبلية رغم ما تحمله ما تحمله من مظاهر العري و الإيحاءات الجنسية ،غير مبالية بالطابع المحافظ للأسر المغربية مستهترة بذوق و حس المشاهد و بقيمه و دينه.
– تعري فتاتين من” فيمن” بصومعة حسان و كأن حقوق المرأة لا تتحقق إلا عن طريق الجسد، وليس عن طريق العلم و النضال و الالتزام المعرفي و الأخلاقي
تشترك هاته الأحداث الثلاثة في وحدة الضحايا، وهم كالآتي:
– المرأة :من خلال التركيز على جسدها و مفاتنها، سواء عبر السينما أو التلفاز أو الشارع، دون اهتمام بكينونتها و إنسانيتها و مساهمتها الفاعلة في بناء المجتمع، فليس بيننا فقط المومسات و بائعات الهوى، بل بيننا المرأة الأم ،والأخت، و القاضية و المحامية، و الطبيبة، و عالمة الفضاء، بيننا المحافظة، و المنفتحة المسؤولة ، وكأنه لا يمكن معالجة الدعارة سينمائيا إلا من خلال الغرف المغلقة و العري و الإيحاءات الإباحية.
– الحرية: بإسمها تستباح عوراتنا بمسميات مختلفة ،حرية التعبير و الفن ،نحن مع الحرية التي تصون كرامة و إنسانية الإنسان، الحرية المسؤولة التي تراعي الآخر و تراعي خصوصياته و قيمه و ثوابته، وليس مع الحرية الرعناء التي يستباح فيها كل شئ،نحن مع الفن الراقي الذي يلامس الهموم و الإكراهات الحقيقية للمجتمع المغربي سواء على المستوى السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي مع محاولة طرح الحلول و البدائل، بدل الارتكان إلى تشريح الواقع كما هو، دون سعي للإسهام في بناء مغرب الغذ، ومع إعلام يحترم أذواقنا وذكائنا ويراعي خصوصياتنا و تواثبنا، وفي شارع تكرم فيه المرأة، وتحترم كينونتها وإسهامها في بناء المجتمع عوض، أن تهان بالتركيز على جسدها .
– القيم الدينية والأخلاقية :رغم كوننا نتشبع بالقيم الكونية وبالديمقراطية، فلا تنسوا أبدا، أننا مجتمع محافظ، أننا مسلمون بالفطرة وبالعبادة ،وأننا حداثيون وفق خصوصياتنا و ضوابطنا، فلا نريد أن نكون مستلبين في تفكيرنا، و رؤيتنا للعالم و الآخر وحفظ الله بلادنا، و ملكنا الذي يجوب المد اشر والقرى، والمدن ،و الدول الإفريقية من اجل شعبه و رفاهيته.