رحلة دراسية لتبادل الخبرات و التجارب بين الفاعلين الجمعويين الواحيين بزاكورة حول تثمين الإمكانيات و المنتوجات المحلية بزاكورة
نظمت جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث، تنجداد–الرشيدية، يومي الجمعة و السبت 05 و 06 يونيو رحلة دراسية لتبادل الخبرات و التجارب الجمعوية بمدينة زاكورة لفائدة جمعيات أقاليم ورزازات، زاكورة وطاطا في موضوع تثمين الإمكانيات و المنتوجات المحلية بزاكورة.
تعتبر جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث (AOFEP)نقطة الارتكاز الوطنية لشبكة الجمعيات للتنمية المستدامة للواحات (RADDO) ، والتي تضم جمعيات واحية نشيطة في كل من المغرب، تونس، الجزائر، موريطانيا، التشاد والنيجر. على مستوى كل بلد تتكلف نقطة الارتكاز بتنشيط الشبكة وتنزيل برنامج الأنشطة التوافقية للواحات.
وفي إطار برنامج الأنشطة التوافقية للواحات النسخة الثالثة (PACO3)تنظم جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث رحلة دراسية سنوية لتبادل الخبرات و التجارب بين الفاعلين الواحيين. نظمت الرحلة الأولى في السنة الماضية إلى مدينة فكيك لفائدة جمعيات أقاليم فكيك، الرشيدية وتنغير. هذه السنة استفادت من الرحلة الثانية جمعيات أقاليم ورزازات، زاكورة وطاطا لاستكشاف تجارب إقليم زاكورة حول موضوع:” تثمين الامكانيات والمنتوجات المحلية في الواحات، زاكورة نموذجا “، لفائدة أزيد من 20 فاعلا جمعويا.
ولبرمجة وتنظيم هذه الرحلة الدراسية عملت جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث يدا في يد مع جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، وهي جمعية نشيطة منذ أزيد من 15 سنة في حماية البيئة.
تتمحور فكرة رحلة تبادل الخبرات و التجارب هذه حول عدة أهداف:
- التعريف بتجارب الفاعلين المحليين.
- تبادل و تقاسم الممارسات الجيدة، التقنية (مبادرات ومشاريع ميدانية)، والتنظيمية (مناهج العمل ومقاربات الإشكالات الواحية).
- تقوية البنية الجمعوية عبر تبادل الخبرات بين الفاعلين وبين المناطق.
- تشجيع التعاون بين الفاعلين المحليين.
عرف اليوم الأول من هذه الرحلة الدراسية عدة زيارات: مكتبة الزاوية الناصرية كتراث ثقافي بتمكروت، وحدة لصناعة الفخار تستعمل فيها المادة الأولية المحلية لصناعة منتوجات محلية من اجل تسويقها، جمعية فم السور للتنمية والتعاون بتمكروت وتقاسم خبرتها خاصة في ما يخص المشاريع التي تهدف إلى حماية النظام البيئي لواحة فزواطة والتنوع الجيني للنخيل، الجمعية النسوية للتنمية والتعاون بتمتيك وأنشطتها لصالح المرأة القروية في مجالات عدة (محو الأمية ، أنشطة الخياطة، محاربة زواج القاصرات والهدر المدرسي، الدعم الإداري والقانوني لثبوت الزوجية، صحة المرأة)، جمعية تامونت للتنمية بأمزرو، وهي جمعية نسائية تعمل أساسا في إنتاج منتوجات محلية تعتمد على التمر والنباتات العطرية، جمعية الصداقة النسوية للتنمية والتضامن التي تعمل على تسيير مركز التربية والتكوين التابع للتعاون الوطني، وتقوم بعدة أنشطة لفائدة المستفيدين من النساء والأطفال (التعليم الأولي، التربية غير النظامية، ورشات الحلاقة ، الفصالة والخياطة، الطبخ، وصباغة الأقمشة). وفي نهاية أشغال اليوم الأول، وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة، انضم المشاركون إلى ورشة بمقر بلدية زاكورة حول “تدبير النفايات الصلبة والسائلة، الواقع والآفاق” من تنظيم جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة وشركائها، كما ناقشوا الدور والأنشطة التي يمكن أن يأتي بها القطاع الجمعوي في هذا الميدان.
وقد خصص اليوم الثاني لموضوع نخيل التمر باعتباره عنصرا أساسيا في المؤهلات الفلاحية المحلية لزاكورة. حيث تمت زيارة أولى لميدان التجارب الفلاحية للنخيل بزاكورة (التابع للمركز الجهوي للبحث الزراعي بالراشيدية) حيث قدمت شروحات لفائدة المشاركين خاصة حول الأبحاث المنجزة لمحاربة “البيوض” بهدف تحسين ظروف عيش الفلاحين المحليين. بعد ذلك قامت المجموعة بزيارة لتعاونية النخيل التي تبدل جهودا جبارة عبر وحدة لتثمين التمور من اجل توفير منتوج ذو جودة عالية وإيجاد سبل مستدامة للتسويق. وتستفيد التعاونية من دعم مشروع تثمين سلسلة التمور المنجز في إطار شراكة بين المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات والتعاون التقني البلجيكي. كما ضم برنامج أشغال اليوم الثاني أيضا زيارة وحدة لتثمين التمور في واحة ترناتة، قدمت خلالها شروحات للمشاركين حول مراحل تلفيف التمور وتخزينها. بعد ذلك قام المشاركون بزيارة ضيعة نموذجية لزراعة النخيل في إطار مشروع لجمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، والذي يهدف إلى المساهمة في حماية التنوع الجيني للنخيل وتشجيع زراعة الأصناف المقاومة لمرض “البيوض”، ويضم المشروع كذلك وحدة لتربية الماشية.
وفي الختام عمل المشاركون في إطار مجموعات على تقديم حصيلة الرحلة الدراسية، ليقوموا بعد ذلك بتقييم جماعي للرحلة ومناقشة إمكانيات تثمين المنتوجات المحلية في نطاقاتهم الواحية. ويعتبر هذا النوع من الأنشطة فرصة لنشر التجارب وتقوية الروابط بين جمعيات المجتمع المدني، فضلا على كونه طريقة مهمة لتقوية قدرات الفاعلين الجمعويين الذين يخصصون وقتهم وطاقتهم لتحسين ظروف عيش مناطقهم عبر العمل الجمعوي.