متى الخلاص من منظومة”بويا عمرات”؟
تأخرت كثيرا جدا،مبادرة تحرير معتقلي ضريح بويا عمر.هؤلاء، معذبي الأرض،ضحايا الحق في الحياة، جاؤوا إلى هذا العالم، لمجرد أن يكابدوا جحيما فوق التحمل البشري،منقطع النظير،لا تستسيغه حتى جلود وغرائز الضباع الموبوءة.نماذج بشرية،تجسد أقصى أنواع الآلام والتحقير،ماظهر منا ومابطن.بالتأكيد،طوت وجودهم ذاكرة جماعية للنسيان،كبشر آخرين في ذات وضعهم،يرحلون وهم يحرسون العذابات،وقد تلاشوا استعبادا، داخل سجون ومعتقلات وملاجئ ودهاليز وأقبية ومغارات حالكة وكهوف موحشة.
التقرح النتن لبويا عمر،يتجاوز بمسافات لانهائية،تلك البقعة المرعبة،القابعة في ضواحي إقليم قلعة السراغنة، ليدين ويحاكم مرتكزات السياسات العمومية الفاشلة منذ الاستقلال وحتى الآن،بخصوص تدبير قطاعات البلد الأساسية،وضمنها بكل تأكيد،الملف الصحي،باستحضار عند ذات مقام،العافية الجسدية،للصحة النفسية والعقلية،التي تعتبر خطا أحمر،لضمان نشأة وتطور الأجيال،بكيفية سليمة ومتوازنة.غير هذا،أقل إهمال، سيشكل لامحالة، بداية للانهيار والسقوط.
لايمكنك اليوم،أن تخطو خطوتين في الشارع،دون أن يباغتك مجنون بموقف من المواقف،تختلف حدة فظاظته،كوميديا أو تراجيديا،حسب مستوى الخبل الذهني والسقم السيكولوجي.مما يدعو بغير مبالغة أو تضخيم،إلى استخدام توصيف جحافل “الحمقى والمجانين”،من كل الأعمار والأجناس،يجوبون ليلا ونهارا،أحياء المدينة،إلى جانب قوافل المتشردين والمعوزين، فأضحوا “قنبلة موقوتة”،نظرا لما يمثلونه من مصدر للعداونية نحو الآخرين.إذن،يظل الفضاء الخارجي المشترك،ملجأ وحيدا لهؤلاء المرضى،نظرا لانعدام مؤسسات حاضنة،وصلا بهشاشة بنية الخدمات العلاجية المفترض وجودها.ففي الوقت الذي تخبرنا فيه الإحصائيات،وهي رسمية بالمناسبة،أن :مايقارب 49% من المغاربة يعيشون اضطرابات نفسية، و26.50% مكتئبين، و14%حاولوا الانتحار عدة مرات،و1.5%يعانون الشيزوفرينيا، ولم يتناولوا جرعة دواء واحدة،لكنهم تائهين في أرض الله الواسعة.أمام حالات مستعجلة كتلك،من البارانويا والمالنخوليا والفصام والذهان والوسواس القهري…،لاتتوفر الدولة سوى على ألفي سرير،مع نقص مهول في الأطباء والأطقم المتخصصة،علما أن جل المراكز الاستشفائية، يعود بناؤها إلى الفترة الاستعمارية.لذلك،فجل الكتابات واللقاءات الحوارية،مع أهل الاختصاص،تدق ناقوس الخطر بهذا الشأن.
في المقابل، لاتزداد الأمراض إلا استفحالا، مع تعضد بواعث الهزات النفسية،المخلخلة للتوازن،نظرا لازدياد الضغوط الحياتية وانسداد الآفاق المجتمعية، وفوبيا الحاضر والمستقبل،وتراجع مساحات الآمان، والإحباط،واتساع مؤشرات المخاوف، وتناقضات واقعنا الصارخة التي تستبطن الجنون،وشيوع المخدرات، وتآكل المنظومة القيمية،وانتفاء النماذج المجتمعية الصلبة والنوعية والملهمة… .
لكن فضلا، عن هذا الجانب الطبي،الذي تطرحه على الفور وبكيفية مباشرة ،النقاشات المنصبة على “بويا عمر”،هناك جانب ثان في غاية الأهمية،ولربما اعتبر مصدرا جوهريا لأزمة الأول،أقصد هنا،الرافد المعرفي المضلِل،المتمثل في التوجه العام للدولة،الذي دأب على تشجيع وتأسيس وهيكلة وشرعنة الاحتفاء بمنظومة الأضرحة والزوايا،وتمتيع دعاتها وأهلها،بشتى أنواع الدعم المالي والمعنوي والإعلامي،على حساب ثقافة العقل والأنوار،وأهل التفكير العقلاني الحر.مع العلم،أن أبسط إشارة في السوسيولوجيا الكلاسيكية،توضح بأن ارتهان إرادة الأحياء بالأموات،معناه عطالة عميقة، يعانيها المجتمع فيما يتعلق بعافية قواه الحية العقلية والنفسية،لأن السبيل المطلق للتقدم والتطور،مدخله ومنتهاه العقل،والأخير يتعارض تعارضا وجوديا مع الصنمية.العقل،ملكة محرِرة لايؤمن إلا بالممكن،يقتضي ذواتا متحرِرة.
بناء عليه،لنحلم بصوت جهوري،وبمناسبة الإعلان الرسمي،عن انتهاء أسطورة العلاج الإكلينيكي والسيكولوجي لبويا عمر،كي نطرح من جديد الدعوة إلى الضرورة التاريخية،لتخليص المجتمع المغربي من المنظومة المتخلفة واللا-تاريخية،ل “بويا عمرات”، وهي بوتقة الداء ومكمن العلة،قصد الانكباب على المشروع العلمي التحديثي،برباعيته الحدية :الإنسان،العقل،العلم،المواطنة.واستشراف مجتمع المعرفة،الذي لن تقوم لمستقبلنا قائمة،فقط إذا امتلكناه سويا وسوية.
هناك بويا عمارات في كل مكان ففي زاكورة وفود يوميا تذهب الى دوار
البرشات اغلبهم نساء يتوافدون على فقيه يتخد من الرقية الشرعية تشريعا
لاعماله .فهو من يدخل الجن الى بعض المرضى ويتوهم اليهم انهم مسكونين مند
مدة طويلة ,و ينقل الجن من شخص الى اخر وفود تتردد عليه كل صباح ليشبعهم
ضربا مبرحا كل يوم وترى اجسادهم منهكة من الضرب كل يوم خصاصا النساء
فمنهم من اكمل الحول عنده ولم يعرف مصيره بعد . يكفي لشخص ان ياتي عنده
مرة واحدة فقط اما بعد فبدون ان يشعر الى ان يجد نفسه عنده!!! يتنقلون في
جميع وسائل النقل اغلبها التيبورتو في غياب ادنى شروط السلامة اضافة الى
معاناتهم من مصاريف التنقل و فتوح الفقيه كل يوم. اين حقوق الانسان واين
المسؤليين هل نحن فعلا في مغرب القرن 21 ام مغرب القرون الوسطى.
ما جديد فقيه البرشات الخرافات والشعودة والجهل والتخلف واستغلال عقول النساء و الشباب الجاهل بامور دينه وغياب دروس الوعظ والارشاد الظاهرة ستزيد استفحالا اذا لم يكن هناك تدخل من الجهات المسؤولة والوقوف على اسباب هذا الاخطبوط الذى استشرى بين السكان في هذه المنطقة وعموم منطقة زاكورة