آه لو كنت وزيرا

0 490

آه لوكنت وزيرا، وزيرا للوزراء، بل وزيرا لكل الوزراء وفوق رئيس الوزراء، وزيرا لا وزير فوقي، ولا قرار إلا قراري، أنا مركز القرار صاحب كل السلط، فلوزعت الثروة على كل الشعب، ولأعفيت المواطن من أداء فواتير الماء والكهرباء والضرائب، حتى ينعم البلد بالإستقرار، وأضمن لنفسي البقاء. لو كنت وزيرا لطبعت المزيد من العملة لا يهم الأمر حتى لو وقع تضخم، المهم كل فرد سيحصل على النقود وبهذا سأقضي على التسول والتشرد والفقر وسأكون سيد التنمية وصانعها. لو كنت ذلك الشخص السامي لوظفت كل العاطلين حاملي الشواهد، وحاملي السواعد حتى أضمن مشاركة الشباب في التصويت والمشاركة السياسية، وسأتجنب القلاقل والإحتجاج في الشوارع.

آه لو كنت وزيرا لأصلحت قطاع الرياضة بالسماح لعدد السارقين بالإزدياد وحمل السلاح من كل الألوان حتى تزدهر رياضة الجري والركد، كما سأقدم تعويضات كبيرة لكل من تسبب في حادثة سير وبفضل ذلك سيتقدم قطاع الصحة بارتفاع عدد الزائرين للمستشفيات، ولو كنت وزيرا لأقمت الحفلات والأعراس والمهرجانات وأحضر فيها “لوبيز” وكل الراقصات حتى أصير محبوبا بين الناس أمشي في الشارع لوحدي بلا مرافق، لو كنت ذاك المسؤول لسمحت بانتشار الفوضى وباسم الحرية يُفعل أي شيء، لو كنت وزيرا لأصلحت التعليم بعد أن أسلم لكل تلميذ شهادة الباكالوريا بأعلى ميزة، ولعينت لكل طالب منحة تعادل أجرة موظف ليزدهر العلم، ولمنحت الأساتذة عطلة غير محدودة الأجل.

آه لو كنت ذلك المعصوم لأقمت حانات ومقاهي الشيشة ولأسقيت الكل كؤوس الخمر مجانا ليصبح الكل يهتف باسمي ولا لقب غيري.

آه لو كنت وزيرا لخصصت قناة تلفزيونية ليعرض كل مواطن ما يتمناه ولحققت كل الأحلام لأصبح فارس الأحلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.