الخطاب الملكي دعوة لنهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية
ان الظرف الذي ياتي فيه هذا الخطاب الملكي الحكيم لدقيق جدا سواء فيما يخص الاحداث الخارجية او الاحداث الداخلية
اما الاحداث الخارجية فهو ما يعيشه عالمنا العربي من هجمات شرسة ممن لا يريد له الاستقرار والتطور كما نشاهد في سوريا والعراق واليمن سواء من دول وانظمة كان عليها ان تساهم في استقراره لا في زعزعته او من طرف منظمات ارهابية اتت بمذاهب لا علاقة لها لا بهويته ولا بدينه تدعي الاسلام لكنها تنفر منه عوض ان تدعو اليه وتجعل الناس يفرون منه لا اليه للرعب الذي تبثه في انفس الامنين وانتهاك حقوق المراة والطفل عكس ما جاء في الاسلام وما امر به من ارسل رحمة للعالمين فاذا نظرنا الى ما يعيشه الكثير من الدول العربية الشقيقة من فتن متنامية نجد على ان المغرب قد انجاه الله من هذه الفتن بفضل وحكمة صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وصهره على ضمان الامن والاستقرار والازدهار للمغرب الغالي علينا جميعا اما الاحداث الداخلية التي يسبقها هذا الخطاب التاريخي الهام لهي الانتخابات المقبلة والتي يختار فيها المغاربة من يدبر شؤونهم وامورهم الدينية والدنياوية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ولهذا فقد جاءت مضامين الخطاب الملكي لتذكر الشعب ناخبا ومنتخبا باهمية المرحلة وما يجب على الحكومة الحالية والمقبلة ان تقومة به من مجهودات جبارة وعمل جبار لانقاد المغرب من بعض الازمات التي وقع فيها وعلى راسها ازمة التعليم والتي ان تستمر سيخرج من درس عشرين سنة كما دخل اول يوم الى المدرسة لان التعليم والتعلم جبل لا يصعده الطفل دون ان يريد له ذلك من طرف الجميع خصوصا فيما يخص تعلم اللغات كما جاء في الخطاب الملكي والذي يحث على تعلم لغات شتى لان من تعلم لغة قوم امن مكرهم كما جاء في حديث من منه جاء هذا الملك
صلى الله عليه وسلم وكاننا نحس من خلال هذا الحث من طرف الملك لتعلم اللغات هو ان يجد الملك شعبا يفتخر به امام دول العالم فالصعب هو الملك و الملك هو الشعب وبينهما الحكومة المسؤولة عن كل تدهور يحصل في اي ميدان من ميادين الحياة ولان التطور لا ياتي من تهور لهذا لا يجب التهور في اختيار من سيدبر شانك ايها الشعب الغالي على الملك فاهتمامك بمن تختار فيه اهتمام بنفسك واهمالك بمن تختار فيه اهمال لنفسك والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
ولقد جاء الخطاب الملكي لعيد العرش المجيد العرش الذي حافظ على استقلال المغرب ووحدته الترابية واستقراره وازدهاره عبر ظروف من الصعب القيادة فيها كموجه للكل حتى ينتبه الكل لان المجتمع لا يتقدم الا بمساهمة الكل
من هنا ادعو الناخب الى حسن الاختيار واختيار الاصلح وادعو الى ربط المسؤولية بالمحاسبة لان محاسبة الخائن تجعل كل خائن يبتعد عن المسؤولية اذا لم يكن في قلبه خير للامة واختم قولي بقوله تعالى ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولاه من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به رواه مسلم فمن السهل ان ترضي الناس بالكذب وتجلب اصواتهم بالنفاق لتأكل اموالهم بالباطل لكن من الصعب ان تتحمل عذاب من خان ملكا وفيا لشعبه و رفيقا به وتريه فيه ما لا يرضيه ولقد بين صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وايده في خطابه الاخير مدى انشغاله واهتمامه بأحوال شعبه وحث المسؤولين على خدمة مصالح الوطن العليا وخدمة المواطن وجعل حاجياتهم في صلب اهتمامهم واجتهادهم لتحسين اوضاعهم المعيشية و مستوياتهم المعرفية في مختلف جهات المملكة الشريفة حتى يحس كل مواطن ان خير الوطن يناله ويشعر بالطمأنينة والكرامة في ظله