زاكورة: العمل الجمعوي وخطاب التنمية

1 446

ما إن تطأ قدماك زاكورة حتى تلمس مرارة التهميش وما تعاني من تبعاته ، واقع مرير يبدأ بقساوة المناخ وتدنى مستوى الخدمات الإجتماعية ( تعليم ، صحة ، بنيات تحتية ..) تكشف لنا عن الصفة الممنوحة لها منذ غابر الزمان بوصفها مغربا غير نافع والذي لا تنفيه الخطابات الرسمية. 

ان هذا الوصف يبدي للمتلقي عن ضعف امكانيات الفلاحية والمعدنية … لهو وصف زائف تكذبه الوقائع الميدانية ، فكما يعلم الكل حجم الثروات الهائلة التي تستخرج بإقليم زاكورة خصوصا منها المعدنية ( بمنجمي البليدة وبوازار) والفلاحية (التمور ذات الجودة العالة ، الدلاح ..) غالبا ما تصدر خارج البلاد، و تخضع للتبخيس للتقليل من قيمتها، وتعتبر اهم ثروة بالمنطقة رأسمالها البشري المتمثل في اليد العاملة -الرخيصة و المؤهلة- يشكل فيها الشباب الفئة العريضة منها.. لكن واقع الأمر يدفعها للهجرة لندرة فرص الشغل إلى جانب غياب اي استراتيجة تنموية قادرة على النهوض بالمنطقة.. اضف الى ذلك غياب الصوت الحر المُطالب بتحريك عجلة تنمية المنطقة على المستويين المتوسط والبعيد ..
اذا كان الكل يجمع على ما تم ذكره سلفا، الا ان الواقع يبين الركود السلبي الذي يأثث المشهد الجمعوي،إذ يشكل المدخل الاساسي لأي عملية تنموية تنبع من إرادة الساكنة .. فجمعيات المنطقة تخلت عن اهدافها الاساسية المدرجة ب قوانينها التأسيسية، وتحولت الى جمعيات قطاعية مكلفة بمهام مباشرة كالماء الصالح للشرب، جعل منها عائقا أمام طرح مبادرات شبابية طموحة. 

والآن ، ونحن نرى بوادر مبادرات جديدة قد تصمد أمام منطق “نحن السابقون الذي أصبح سائدا، هذه المبادرات وان كانت تحمل رغبة “صادقة” بالنهوض بالمنطقة إلا انها مازالت تواجه مجموعة من الاشكالات ( ذاتية وموضوعية ) يمكن اجمالها في غياب الفهم الحقيقي للعمل الجمعوي وألياته وأهدافه والمغزى منه ..

حتى لا نصبح هواة وصف الوصف، بقدر ما نسعى لطرح حلول آنية قد تشكل النقطة الاولى في مسار تحقيق أهداف التنمية المنشودة.. فشبابنا بحاجة ماسة لتكوين اولي قصد تنمية قدراتهم التواصلية والمعرفية بماهية العمل الجمعوي أهدافه وكيفية الاشتغال به، والعمل على انتاج دراسات ميدانية لفهم اشكالات الساكنة، مع وضع سلم إشتغال لحل هذه ارهاصات ، مع زرع فقافة العمل في إطار تكتل جمعوي موحد يضع تنمية المنطقة نصب أعينه، بعيدا عن نزيف تفريخ الجمعيات.

ان هذا الهدف لن يتأتى دون مشاركة شبابية واعية، تأخذ دورها المحوري و تتحمل مسؤولية الدفع بعجلة التنمية، تشارك الساكنة بهمومها لتنخرط معها في اطار الاستثمار في ثروات المنطقة والحد من استنزاف مواردها .

تعليق 1
  1. محمد العمرانيi يقول

    اشاطرك اخي عبد الواحد الرأي لكن المشكل ليس في طبيعة الموارد الموجودة في المنطقو ولا قساوة الظروف الطبيعية لان تبقى متجاوزة او التخفيف منها على الاقل ان كانت فئة شابة قادرة على على حمل مشعل التنمية و قادرة على ان تضحي في سبيل اخراج المنطقة مما فيه من خلال التكوين المستمر وجلب مشاريع ناجحة و الاستفادة من تجارب سابقة والاهم ان تحترم جمعيات المجتمع المدني اختصاصاتها وعدم التدخل في امور يمكن ان تفقدها صفة الجمعية دات بعد تنموي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.