شباب زاكورة بين المقاطعة والمشاركة الانتخابية
مع اقتراب الانتخابات الجماعية والجهوية ، المقرر إجراؤها في 4 شتنبر 2015 ، كثر الحديث في أوساط شباب مدينة زاكورة عن المقاطعة و المشاركة في الانتخابات ، واختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض ، حيث هناك من يدعو إلى المشاركة وهناك من يدعو إلى المقاطعة ، وكل منهم له أسبابه ومبرراته التي تجعله يقتنع برأيه ويدافع عنه .الآن و نحن على بعد أيام معدودة عن هذه الاستحقاقات التي سينبثق عنها مجلس بلدي توكل إليه مهمة تسيير الشأن العام المحلي في مدينة يجمع معظم سكانها أنها تخلفت عن ركب التنمية مقارنة مع قرى و مدن مجاورة ، كثرت اللقاءات و الاجتماعات و النقاشات في مقاهي و شوارع المدينة و حتى في العالم الافتراضي ( مواقع التواصل الاجتماعي ) حول مشاركة أو مقاطعة شباب المدينة لهذه الاستحقاقات.
بالنسبة للداعين إلى المشاركة في الانتخابات يرون أنها فرصة أمام المواطنين يجب استغلالها بشكل إيجابي، من أجل المساهمة في التغيير ، مضيفين أن التصويت حق من حقوق المواطن، ولا يجب التخلي عن هذا الحق، بل يجب توظيفه بشكل إيجابي، أما الامتناع والعزوف عن التصويت بدعوى أن الانتخابات لن تؤثر على الوضع الحالي فهذا قرار غير صائب بحسبهم ، لأنه سيترك الفرصة لأشخاص غير مؤهلين لهم تاريخ في الاسترزاق السياسي و سوء التدبير بتسيير شؤون المدينة ، مؤكدين أن الأحزاب السياسية حاليا، صارت تفتح أبوابها أمام الشباب والطاقات الفتية، وبالتالي صار المجال السياسي منفتحا أكثر في وجه الشباب باعتباره القلب النابض لكل مجتمع.
وإذا كان المشاركون لهم تبريراتهم حول الجدوى من المشاركة في الانتخابات ، يسير المقاطعون في الاتجاه المعاكس لهذا الرأي، ويقول أحدهم « أنا لا أتوفر أصلا على بطاقة الناخب، لأنني لم أسجل نفسي في اللوائح الانتخابية، لقد حسمت موقفي منذ مدة بعدم المشاركة، والسبب هو عدم اقتناعي بجدواها. لن أشارك لأنني أؤمن بأن لا جدوى من تصويتي أو تصويت غيري ». ويوضح أخر قائلا: « مرشحو الأحزاب أثناء الحملات الانتخابية يقولون جميعهم كلاما جميلا، ويدهشونك ببرامجهم المليئة بالوعود، ولكن عندما يفوزون لن ترى لهم أثرا إلى غاية الحملة الانتخابية القادمة ».
رأي أخر يسير بدوره في هذا الاتجاه، إذ قام بتسجيل نفسه في اللوائح الانتخابية، وعمل على سحب بطاقة الناخب، لكنه لن يشارك في الاقتراع. ويشرح موقفه قائلا:” أنا أتوفر على بطاقة الناخب، لكنني لن أقترب من مكتب الاقتراع، والهدف هو أن أوصل رسالة إلى المسؤولين مفادها أننا لسنا ضد الانتخابات في حدّ ذاتها، وإنما لا نشارك لأننا لا نثق في المرشحين ولا في أحزابهم “.
في جانب آخر تعرف منطقة زاكورة على غرار باقي مناطق ” المغرب الغير النافع” عموما هجرة كبيرة لعديد من الساكنة جراء مجموعة من العوامل سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية، وهذا ما سينعكس بالسلب على عملية الاستحقاقات المقبلة التي تراهن عليها الساكنة في تحسين جميع الخدمات خصوصا منها المتعلقة بالوثائق الإدارية والتغطية الصحية والتعليم …..