ولائم الولاء ولت، عظم الله أجر الرؤساء

0 612

في إقليم زاكورة على امتداده كانت الانتخابات الجماعية مجرد تحصيل حاصل، حيث يستغل بعض الذئاب سذاجة السكان لنيل أصواتهم مقابل وعود واهية. أما عن مجريات العملية الانتخابية وما يليها فحدث ولا وحرج…

فور الإعلان عن النتائج الانتخابية يجتمع الفائزون في الدوائر التابعة لنفس الجماعة عند فخامة السيد الرئيس في وليمة عشاء لتجديد الولاء وتقسيم الكعكة… الرئيس يزكي نفسه لولاية جديدة دون أن يستشير أحدا لأنه يدرك تماما أن أبناءه الأبرار لن يتجرأ أحد منهم على التمرد فهكذا جرت العادة، ثم يقوم السيد الرئيس على توزيع المهام بين أبنائه المرشحين بين نائب وكاتب ومقرر ومستشار… ويشكرون فخامة الرئيس على هذه المناصب التي تفضل عليهم بها ويدعون له بطول العمر ودوام الصحة والعافية والزيادة في الجاه والنفوذ. كما يستغل فخامته هذه الفرصة لتوجيه الدعوة إلى أبنائة المرشحين للحضور لنفس الوليمة في نفس اليوم بعد ست سنوات لتعاد نفس المراسيم.

هكذا كانت الأمور تجري وكيف تفلح جماعة وأمرها قد دبر بليل.

4 شتنير 2015 إقليم زاكورة ينتفض، إقليم زاكورة يصنع الثورة ويدخل منعطفا جديدا في تاريخه حيث أن الشعب حطم الأصنام التي كانت تعبد لسنين طوال، حيث سقطت رموز الفساد في جل الجماعات الترابية للإقليم وتنفس السكان الصعداء بعد أن أسقطوا كائنات كانت تقرفص فوق رقابهم وتمتص دماءهم وتلحس عرق جبينهم وتسترزق على ظهورهم.

أقام السادة الرؤساء الولائم وانتظروا قدوم أبنائهم المرشحين لإعادة تلك المهزلة المعهودة لكن الأبناء تأخروا هذه المرة، بدأ الرؤساء يتساءلون : أين تأخر هؤلاء؟ إنها المرة الأولى التي يتأخرون فيها ماذا حدث؟

أنا أجيبكم يا سادتي الرؤساء: إن المرشحين الذين تنتظرونهم لم يتأخروا بل إنهم لن يأتوا وعظم الله أجركم فقد ذهب أولئك إلى مزبلة التاريخ ولفظم الشعب لأنهم ليسوا سوى مرتزقة يشترون أصوات المواطنين بالوعود الزائفة ويبيعونها لرؤسائهم قبل حلول الصباح.

إن الشعب يا سادتي الرؤساء قد أفاق من سباته وقال كلمته واختار مرشحين غير الذين عرفتموهم فهم لا يبيعون الأصوات ولا يحضرون الولائم وأول وعد قطعوه أنهم أقسموا كل القسم ألا يحضروا ولائم الولاء. عظم الله أجركم يا سادتي الرؤساء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.