لكم الله يا شهداء حافلة “زاكورة”

2 437

زاكورة (زاكورة بريس) ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره ، تلقينا خبر استشهاد 44 اغلبهم من أبناء منطقة زاكورة الغالية على نفوسنا  ، و نشاطر اسر  الشهداء  ألمهم وأحزانهم بهذا المصاب ونتقدم إليهم بتعازينا القلبية الحارة وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء في واسع رحمته العزيز ويسكنهم فسيح جناته، وينعم عليه بعفوه ورضوانه ة إنالله وإنا إليه راجعون .

حوادث سير كثيرة هي التي شهدتها الطرق المغربية و كان ضحاياها الكثيرين من أبناء الشعب الفقراء, إن الذين يموتون في حروب السير هم جلهم من ابناء الشعب الفقراء و المحرومين ذلك ان هده الطبقة  من المجتمع هي من تلجأ عادة الى استقالة الحافلات بالنظر الى إمكانياتها المتواضعة التي لا تسمح لها بامتلاك سيارات  شخصية تضمن حدا ادنى من السلامة ,لكن الغريب في كل من هدا و داك هو هدا الاستخفاف الكبير بالضحايا و مشاعر أسرهم  و عائلاتهم ,خاصة حينما يتعلق الأمر بضحايا جلهم ينحدرون من منطقة واحدة مثل حادثة حافلة زاكورة التي ينحدر معظمهم من مدينة زاكورة و إقليمها ,دلك ان الطابع السوسيولوجي الذي يميز هده المنطقة من المغرب يجعل من هذه الحادثة مصيبة و أية مصيبة تنزل على كل أبناء المنطقة. لن يستطيع الكثيرين ممن تلقى نبأ هده الفاجعة بأن يتصور حجم الكارثة و المصيبة و الألم الشديدين الذان يحس بهما كل الناس في زاكورة ,ان زاكورة هي بمثابة قرية كبيرة لا زالت تحتفظ في علاقاتها الاجتماعية بنفس مميزات القرية الصغيرة التي تضم أربعة عوائل , الجميع في زاكورة يكاد يعرف الشهداء واحدا بواحد و يعرف اسرهم واحدة بواحدة .

ان زاكورة تحتاج اليوم اكثر من أي وقت مضى الى التفاتة معنوية و إنسانية تشاركها أحزانها و تعيد لها  بسمتها و صبرها  كصبر النخيل حينما يغيب عنه الماء بعدما غابت كل الالتفاتات المادية فيما مضى من تاريخ هدا الوطن و ظلت تحت رحمة ما نعتها بها  و أخواتها المستعمر و أوفت به الحكومات المتعاقبة  بكونها ضمن المغرب غير النافع لا تستحق تنمية و لا رخاء.

ولو كنا في بلد آخر غير المغرب لكان أملنا كبير في أن يستقيل السيد الوزير “عبد العزير الرباح” بكونه يتحمل المسؤولية الإدارية على الأقل عن هده الحادثة و مثيلاتها كما فعل بدلك وزير النقل المصري محمد منصور في زمن مبارك على خلفية حادث تصادم قطارين جنوب القاهرة و واعرب فيها عن “تحمله المسؤولية فيما جرى” في العياط الذي اوقع 18 قتيلا و36 جريحا رغم ان التحقيقات أثبتت ان جاموسا  اعترض سبيل القطار هو من  تسبب في الحادت, و ايضا كما استقال وزير النقل البحري التنزاني، حمد مسعود حمد في شهر ماي الفارط ، بعد وفاة 78 شخص وفقدان 66  آخرين في حادث غرق عبارة في أرخبيل زنجبار في تنزانيا ,أو كما فعل وزير النقل الياباني المعين بعد اربعة اشهر فقط  “نارياكى ناكاياما ” حينما قدم استقالته في سبتمبر 2009 فقط بسبب خطأ في التصريحات نتج عنها اضطرابات سياسية و في وسائل النقل , أو كما فعل دلك وزير النقل الأسترالي ” كوتسانتونيس ساوث ” حينما قدم استقالته  فقط بسبب 30 مخالفة غرامات مالية  متعلقة بالإشارة الحمراء أو كما فعل الوزير فلان تم فلات تم فلان ……

اتصلت بأحد أعضاء اللجنة المركزية لطلبة اقليم زاكورة حيت أكد ان من بين الضحايا عدد مهم من الطلاب الدين انتقلوا الى مراكش من اجل تسجيل انفسهم في الجامعة  و أكد لي ان السبب الرئيس في هذه الكارثة راجع إلى ضعف البنية التحتية وعدم قيام رجال الدرك الملكي والشرطة بواجبها وأضاف أن مصلحة مراقبة سلامة الحافلات  تتحمل قصتا كبيرا بمنحها ترخيص عمل الحافلة المهترئة  و هو نفس الشيئ الدي دهب إليه رئيس فرع  الجمعية المغربية لحاملي الشهادات المعطلين فرع زاكورة “لحسن جلالي ” و ايضا رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة”  ابراهيم ريزقو “في تصريحات لهم في وسائل اعلام محلية “زاكورة برس”  و الدين أكدوا استهتار السلطات المحلية بأرواح المواطنين .

لمدا لا يعلن الرباح استقالته مباشرة بعد الحادثة رغم كل ما يحاول ان يقنعنا من مبررات جاهزة من السهل سياقتها من قبيل “السبب هو العنصر البشري متمثلا في السائق الذي كان مُفرطا في السرعة” ، على اعتبار انه الشخص الرئيسي الذي يتحمل المسؤولية الإدارية على الحادث بكونه على رأس الوزارة الوصية.

لمدا حينما لا يجرأ الرباح من  أن  يستقيل من منصبه  بأن  يركب على الأقل طارة خاصة ليكون في عين المكان و يشرف على انقاد المصابين و الإشراف على  إسعافهم.

لمدا انتظر الضحايا ساعات طوال حتى تأتيهم سيارات الإسعاف ,لمدا لا تعطى أوامر لمروحيات الدرك و الجيش بأن تسرع و تنقد ما يمكن انقاده.

لمدا لم تتدخل الحكومة و السلطات في زاكورة لتسهيل عملية انتقال اسر الشهداء الى عين المكان و مساعدتهم عوض تركهم لسماسرة النقل الجشعين من اجل  ابتزازهم  حتى تتمكن هده العائلات من التنقل الى “تيشكا” لرؤية جتت الضحايا من ابنائها في استهتار واضح بأرواح الشهداء.

ان الشهداء من حادثة حافلة زاكورة  و جميع شهداء حرب الطرق الماضية و ربما لا قدر الله اللاحقة يحتاجون إلى إعلان حداد وطني يشارك فيه الوطن احزان ابنائها  فلمدا لا يتم ذلك.

لمذا و لمذا و لمذا …….

 

إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرنا في مُصيبتنا واخلف لنا خيراً منها ” وأتمنى أن يلهم اسر الشهداء جميل الصبر والسلوان والسكينة وحسن العزاء

الحسين المزواري

2 تعليقات
  1. جواد تازارين يقول

    بارك الله فيك على هده الكلماتت انه فعلا استخفاف بالشهداء و نحمل الحكومة كامل المسؤولية

  2. ابن زاكورة يقول

    ندعو الجميع للحداد في جميع ربوع المملكة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.