محاربون من من أجل الحرية
عرفت المكتبة الوطنية بالرباط، تنظيم معرض الصور الفوتوغرافية للفنان الفرنسي “ربرتو باتيستيني” وذلك خلال الفترة الممتدة من 01 إلى 30 أكتوبر 2015، وقد تخلل المعرض تنظيم مائدة مستديرة حول مساهمة المغرب في الحرب العالمية الثانية ومواقف السلطان سيدي محمد بن يوسف وقد شارك في إغناء الندوة:
ذ: عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومحافظ ضريح محمد الخامس، وقد تمحورت مداخلته حول دور السلطان محمد بن يوسف في مساندة فرنسا ضد النازية من خلال مشاركة الالاف من الجنود المغاربة الذين أبانو عن شجاعة وبسالة في القتال ساهمت بشكل كبير في هزيمة الحلف النازي، كما أشار إلى دور نداء 03 شتنبر 1943 الذي دعا فيه السلطان الشعب المغربي إلى الدعم الكامل لفرنسا من أجل تحريرها.
ذة: بهيجة سيمو مديرة الوثائق الملكية ومختصة في التاريخ العسكري، والتي أشارت إلى تضحيات المغاربة عسكريا في مختلف جبهات القتال، و اقتصاديا لمساندة أوربا والنضج السياسي للملك محمد الخامس من خلال محطة 03 شتنبر 1943 الذي شكل مرحلة حاسمة في مسار الاستقلال الوطني. كما أشارت إلى حدث تاريخي مهم يتمثل في توشيح الملك بوسام التحرير.
ذ: عيسى بابانا العلوي، كاتب اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، وقد حاول في مداخلته باللغة الفرنسية الإشارة إلى عملية “لاطورش” أو الإنزال الأمريكي اعتمادا على وثائق، وقد بين حيثيات هذا النزول الأمريكي ومواقف السلطان للتقارب إلى جانب و.م.أ حيث ستلعب دورا حاسما في استقلال البلاد من خلال نشاط بعض رجال الحركة الوطنية في واشنطن.
ذ: كيوم جوربان، رئيس المدرسة العليا للصحافة بباريس، والذي قدم دور السلطان محمد بن يوسف الذي أخد النصح من بعض الوطنين للإفلات من عمليات التجسس المحبوكة ضده، كما أبان الكاتب على أن السلطان كان على يقظة كبيرة.
ذ: بيير فيرمورين،مؤرخ جامعة باريس السوريون فرنسا، أشار إلى الأرشيف العسكري ووقف عند إعادة تنظيم القوة الفرنسية بعد هزيمة فرنسا 1940، وقد كان هذا التنظيم بمساعدة من المغاربة ومباركة من السلطان، مما جعل القوات الفرنسية تكون مهيأة لعملية تحرير تونس…خاصة بعد النزول الأمريكي في شمال افريقيا عام 1942.
ذ: إدريس المغراوي، مؤرخ جامعة الأخوين إفران، أثار الباحث مسألة التهميش الذي لحق الجنود المغاربة المشاركين في الحرب سواء إبان عمليات الحرب أو بعدها، كما أثار كذلك قضية تاريخ الكوم لطرح قضايا منهجية والتي تسعى إلى قراءة التاريخ من الأسفل، من خلال طرح قضايا وإشكاليات منهجية تسعى إلى تجاوز تصفية الإستعمار للتاريخ وتجاوز النظرة الاستعمارية إلى محاولة دمقرطة التاريخ بالإعتناء على المحركات الحقيقية له.
وبعد انتهاء كل المتدخلين ثم فتح باب المناقشة حيث عرفت الندوة تفاعلا ايجابيا مع الموضوع من خلال حضور مجموعة من المقاومين المغاربة الذين عاشوا الفترة وأشاروا إلى تضحياتهم عسكريا في سبيل تحرير فرنسا واقتصاديا من خلال تزويدها بمختلف المنتوجات الفلاحية، مما جعل الشعب المغربي يعرف مجاعة حيث أثار المتدخلون “عام البون” و”يرني” و”تحلية الشاي بالثمر” و”انتزاع الثوب من القبر لأجل اللباس”…وكل هذه الأحداث التاريخية أشارت اليها الأستاذة بهيجة سيمو في أطروحة نوقشت بكلية الاداب بالرباط في إطار دور المؤرخ في التعريف بالفترة الزمنية التي كافح فيها المغرب لتحرير فرنسا.
وبذلك تكون هذه الندوة مناسبة لاستحضار فصول الذاكرة الجماعية لحظة استنارة لحاضر يتحرك وسط سيل هادر من المستجدات والتحولات، التي قد تتلاشي حباله الممتدة إلى عمق الذاكرة ورحاب التاريخ، ومناسبة كذلك للتأكيد على عراقة العلاقات المغربية الفرنسية ورغبة البلدين في تمتين أواصر الصداقة والتعاون.