زاكورة تستقبل باحثين جيولوجين مغاربة وأجانب حول الثراث الجيولوجي
يأتي تنظيم المؤتمر الدولي Rise of Animal Life Cambrian and Ordovicien biodiversification events promoting geological heritage: Challenges and issues تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ بكلية العلوم والتقنيات بمراكش من 5 إلى 10 أكتوبر 2015، وذلك بالتعاون والتنسيق ودعم من كل وزارة الثقافة والمجمع الشريف للفوسفاط والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني وشركة مناجم وإيكوموس المغرب وغيرها من شركات وطنية ومنظمات دولية.
شارك في المؤتمر أساتذة باحيثين وخبراء وطلبة باحيثين بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالثراث الجيولوجي والطبيعي والأريكولوجي، من دول أجنبية في حين كانت المشاركة العربية محدودة جدا، حيث إقتصرت على كل من الجزائر ومصر.
شمل برنامج المؤتمر عرض مايزيد عن سبعة وسبعون ورقة وذلك من خلال ورقات عامة وورقات عرضت في جلسات متوازية حسب التخصص أو المحور، وورقات عرضت على شكل لوحات مناسبة وكانت هي الأكثر عددا، كما تضمن المؤتمر معرضا لطوابع بريد المغرب المخصصة للثرات الجيولوجي.
وفي ختام هذه التظاهرة العلمية، تم تنظيم رحلة للمشاركين إلى زاكورة الغنية بالثراث الجيولوجي كموقع ستروماتوليت بأيت سوان والتي هي عبارة عن هي صخور رسوبية كانت تحتوي على كائنات حية تعتبر أقدم الميكروبات على الأرض يرجع تاريخها إلى نحو 2٫5 مليار سنة سبقت، وجبل كيسان بأكذز كموقع جيومولوجي ، موقع بويزكان بفزواطة حيث تم إكتشاف مستاحثة (أنظر الصورة أسفله) تنتمي إلى الحقبة الجيولوجية الأردوفيسي المتأخر، حوالي 480 مليون سنة من طرف السيد محمد بن مولى والتي سميت بإسمه ونشرت في دورية علمية” نيتشر” (بالإنكليزية وتعني الطبيعة) محكمة ذات صيت عالمي ثم في الأخير موقع فم الشنا الذي يوجد على بعد 7كلم عن مركز تنزولين ويعتبر احد اكبر المواقع المنقوشة في واحة درعة اذ يضم على مسافة 1 كلم اكبر تجمع للنقوش الامازيغية الليبية في المغرب. الرسوم منقوشة بتقنية التوتيد خاصة على اجراف الضفة اليسرى لواد فم الشنا. زيادة على الرسوم البشرية خاصة الفرسان، ورسوم الاسلحة كالسهام والرماح، و بعض الرموز المجردة . وتعكس هذه طبيعة الصراع القائم والاسلحة المستعملة وانماط العيش كطرق الصيد وانوع الحيوانات المدجنة والحيوانات الاليفة كما يحضر بشكل كبير حرف التيفيناغ الامازيغي. غير ان الاهمال الذي تعانيه النقوش في هذه المواقع يهدد باندثارها حيث تتعرض باستمرار للهدم والسرقة والقلع لبيعها للسياح او بدافع التخريب في غياب وعي باهميتها التاريخية.
بلادنا منحها الله تعالى مصدرا هائلا من المواقع الجيولوجية من المهم الحفاظ على هذه المواقع وتأهيلها للسياحة البيئية والثقافية نظرا لفرادتهم وغناهم بالمعطيات العلمية والتاريخية، مما يتطلب في حماية الجهات المختصة، كمنذوبي وزارتي الثقافة والسياحة بالمنطقة ، ولكن ذلك لن يتحقق من تلقاء نفسه ، وإنما يحتاج إلى تصميم وإرادة وعمل جاد طويل المدى لكي يكون لنا دور في حماية المواقع الجيولوجية والأركيولوجية وتثمينها والتي لا شك أنها مصدر للتنمية المستدامة لا تنضب.
في المغرب يمكن وضع عدد من المواقع لتكون مواقع حدائق جيولوجية لتميزها وأهميتها ومنها منطقة زاكورة٬ وذلك بتحسين وضعية الطرق وتعبيدها والسماح بتدريب أفضل للسكان المحليين على الدلالة السياحية ما يؤمن دخلاً بديلاً لهم إضافة إلى حماية المنطقة٬ وهذا يجب أن يترافق مع التوعية المناسبة لأهمية هذه المناطق بطرق مختلفة منها الرحلات المدرسية، والندوات والمحاضرات العلمية للجمهور المهتم بالقضايا البيئية والثقافية وللسكان المهتمين بتعريف الزوار على بيئتهم الطبيعية٬ ويمكن أن تكون هذه فرصة جيدة جداً للجيولوجيين الشباب للعمل هناك معاً مع الطلاب الجدد المهتمين بعلوم الأرض والطلاب المحليين الذين يجب أن يتعلموا ويعرفوا عن أهمية تراثهم الجيولوجي، ووضع منهاج جيولوجي للمدارس الأساسية والثانوية، واستعمال المعلومات المحلية عن الجيولوجيا والتشكيلات الجيولوجية والجغرافية الشكلية ما سيساعد على صون الحديقة الجيولوجية وفي الوقت نفسه زيادة الوعي المحلي والفخر بالهوية المحلية. كما يجب أن تضمن الجهة المسؤولة عن الحديقة الجيولوجية حماية التراث الجيولوجي بالتوافق مع التقاليد المحلية والالتزامات القانونية٬ وتقرر الحكومة درجة الحماية والإجراءات المتخذة لحماية المواقع والتشكلات الجيولوجية.
ونشير إلى أن الأهداف الرئيسة للحديقة الجيولوجية تتضمن حماية التراث الجيولوجي للأجيال الحالية والقادمة وتثقيف وتعليم الجمهور العريض وتعريفهم بقضايا العلوم الجيولوجية وعلاقتها بالقضايا البيئية وضمان التنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية المستدامة وكذلك رعاية الجسور الثقافية المتعددة للتراث والحوار وصون التنوع الثقافي والجيولوجي، واستخدام الخطط التشاركية والشراكات.
يا أهل زاكورة، ألم يأتي الوقت بإنشاء محمية جيولوجية وطبيعية في الإقليم في خضم الجهوية الموسعة الجديدة؟
المراجع العلمية المعتمدة:
Beraaouz, M., 2011. Les sites géologiques et archéologiques des provinces d’Ouarzazate et Zagora: Inventaire et valorisation dans le cadre du géotourisme. Thèse de doctorat, Université Ibn Zohr, Agadir, 178p.
Van Roy, P., Briggs, D.E.G. & Gaines R.R. The Fezouata fossils of Morocco; an extraordinary record of marine life in the Early Ordovician. Journal of the Geological Society, July 8, 2015.