مواطنون ولكن
انتهت ضجة اسمها الانتخابات التي لم يزل الإعلام الوطني يوصينا و يحثنا على أن لا نفوت هذه الفرصة و نضيع حقنا في التصويت و الاختيار بكل مسؤولية من يمثلنا في الجماعة و الجهة، وسيوصينا بعد حين أن نختار من يمثلنا في مركز اتخاذ القرار: البرلمان. منا من صوت وسيصوت و منا دون ذلك, ولكل منا رأى يحترم. لينتهي كل شيء ويتمخض الجمل الذي يلد في كل مرة فأرا. وهي عادة ألفناها منذ خمسين عاما حتى أنها لم تعد تثير العجب.لكن ماذا عنا؟ أي سياسة هذه التي صنعتها أيدينا و تفكيرنا البائس؟ حيت أصبح أبناء العمومة أعداء يحارب بعضهم بعض في ملحة تذكرنا بفلم صراع العروش the Game of troncs،حيث يتصارع الإخوة على عرش أبيهم ويتعاونوا على تخريب بلادهم بأيديهم وبأيدي جيشهم المنقسم، ألم يكن الترشح وتحمل المسؤوليات تكليف أكثر منه تشريف؟ أم أن الانتخابات أصبحت طوق نجاة من الفقر الذي يعم البلاد و العباد, وأن من فاز فيها أينما كان ناج مما يعانيه الآخرون بغض النظر عن ماذا سيقدم لمن كلفوه أمر تمثيلهم. الآن فقط صدقت مقولة طالما سمعتها, “شيئان لا حدود لهما الكون و غباء الإنسان”. وعجبي كل العجب لمدى صمود الساكنة لم تعرف للعيش الكريم طريق والتي ما تزال تحلم بتغيير سياسي للوضع القائم لم تزل تعقد آمال كبيرة على المسؤولين و من حقها.
إن التغيير الذي ينتظره الساكنة يتأتى فقط بالبرامج التي يقدمها كل مرشح وبتاريخه النضالي بالإضافة إلى المستوى الثقافي، يتأتى عن تاريخ الحزب الذي ينتمي إليه، وفقط الأحزاب التي يهمها سمعتها هي من تحت مرشحيها على العمل و تراقبهم. التغيير يا من سكنوا القرى و اتهموا ظلما بأنهم ميؤوس منهم، و أنهم لا ينفعون الدولة في شيء لن يكون بالتنافس القبلي البائس في التصويت أو في الترشح، بل يكون في وحدة الصف و استحضار الضمير الذي طالما غيب عن السياسة و ضاع مع مصالح شخصية لا تجعل لمسألة الصالح العام إلا فتات من خطابات مناسباتية فقط لا غير.
أيها السياسيون في زمن الجوع و الفقر و النكد، خذوا صراعاتكم الخسيسة بعيدا عنا ونحن من تعبت جفوننا من السهر و تحملت خدودنا كل الدموع وكل الوجع. خذوا شعاراتكم و خطاباتكم بعيدا عن أحلام صغارنا لا نريد لجيلهم أن يتسمم بأفكاركم كما تسممنا لا نريد أن تجعل قطعة خبز أكبر أحلامهم لا نريد أن يكونوا مثلنا، ألفنا التهميش حتى اقتنعنا بواقعنا و أقنعتونا أن كلمة لا حرام تخرج من الملة. صدقناكم قي كلما كذبتم علينا، فحرمتم علينا أحلامنا وجعلتم العيش الكريم مستحيل علينا لا نستحقه فمواطنتنا برأيكم غير كاملة فلا حق لنا عليكم سوى إعلامنا بالضرائب التي تفرض كل يوم وتتوالد. سيخرج منا من يقول يبغي فتنة ومنا من سيقول مدفوع ليقول ما قال سيقولون أننا كافر بنعمة أمن الوطن، أقول لهم خذوا نعمة الأمن إلي السوق و انظروا كم من رغيف خبز ستشتري، كم من جائع لا يسمع صراخه سوف تشبِع، كم من أيادي ممدودة ووجوه شاحبة مقهورة سوف تفرِح. أمننا يا سادة حين يعيش سكان القرى البعيدة عيشة أهل المدن، أم أن هذا ليس من حقهم؟ أمننا يا قوم حين نقول لا فرادى و جماعات ويعود الجميع لبيته دون دمعة أم… أمننا حين تكتمل مواطنتنا في الوطن، نؤدي الواجبات دون أن تنقص الحقوق.
اخي الكاتب, لا بد لنجاح اي عمل كيفما كان نوعه ان يكون وراءه هدف تحقيق الربح, كما هو في التجارة
و ربح التجارة غالبا ما يكون في اختيار السلعة, فان كانت السلعة رخيصة يكون صاحبها ارخص, وان كانت السلعة غالية, فالبائع والمشتري كلاهما في ربح دائم,
فكل عمل “يراعى” فيه تحقيق المصلحة العامة, حتى ولو تحققت معه بعض المصالح الخاصة دون الضرر بالغير, فهو يدخل في خانة الاعمال الصالحة التي يجني الفرد ثمارها, كالاعمال الجمعوية ان كانت فعلا لوجه الله,
وكل عمل لا يراعى فيه الا المصلحة الخاصة دون الاكتراث بالمصالح العامة فلا يجني صاحبه الا الويلات والمصائب حتى وان كان صاحبه هذا يحاول التمظهر امام الاخرين بمظهر الغني او الناجح في عمله, لان هذه من نواميس وركائز هذا الكون و لايستطيع ايا كان ان يتحكم فيها او يغيرها.
لهذا اقول للسيد الكاتب, من كان يتاجر في سلعة رخيصة, فهو خاسر كيفما كانت ومهما بلغت ثروته, ومن كان يتاجر في سلعة غالية (الا ان سلعة الله غالية) فهنيئا له بالفوز في الدنيا و الاخرة, وهذه نماذج توجد في العالم القروي كما هو في المدن
تحية للاخ سعيد السباك على هذا المقال الجيد .
اولا لابد من طرح سؤال واحد ماذا ننتج من هذه السياسة ؟
صرعات بلمجان ، عائلية ، قبلية ، اقليمية ، جهوية ، وطنية …. نتصارع من اجل الكراسي او من اجل المظهر الخارجي ،هم شعارات يترددون بصفة مستمرة ،نحن نخدم الصالح العام، نحن من اجل المصلحة ، لكن في حقيقة الامر لاشيء من هذا اوذاك، كل ما في الامر هم صراعات مصالح شخصية محضة ….
كل ما اتمناه هو توضيح الرؤية من المسؤولين واشراك جميع الفاعلين الجمعويين الشرفاء في تدبير الشأن المحلي ومحاسبة المسؤولين علنا اما الجميع لكي تكون عبرة للجميع ….