في إطار النضال والكفاح الذي يخوضه الأساتذة المتدربون بمختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بربوع الوطن، قام الأساتذة المتدربون يوم الأربعاء 28 أكتوبر بوقفة تواصلية تأسيسية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع ورزازات. وقد عرفت الوقفة حضورا وتكتلا مهمين تم الحديث فيها في البداية عن الحراك الوطني والنضال المشروع الذي انخرط الأساتذة المتدربون فيه وطنيا.
وبعدها شرعوا في مناقشة مجموعة من المعطيات تتعلق جلها بـ:
أولا، تحديد موقع الأساتذة من النضال والحراك الوطني. ونسجل هنا أن الأساتذة أعلنوا عن رفضهم القاطع لمقتضيات المرسومين المشؤومين، ونددوا بالإجماع بالإجحاف والظلم الذي يطال هيئة الأطر المستقبلية.
ثانيا، باقتراح طرق الانخراط في هذا النضال الوطني إيمانا منهم أن القضية قضية وطنية، لا تهم مراكز جهوية معينة دون أخرى.
وقبل البارحة -يوم الخميس 29 أكتوبر-، وتفعيلا لتوصيات اللقاء التواصلي الأولي التي تم الاتفاق عليها، ارتدى الأساتذة المتدربون الشارات الحمراء صباحا إلى غاية اجتماعهم مرة أخرى مساء، حيث أبانوا عن استعدادهم القوي للدفاع عن حقوقهم المشروعة. وهكذا ضمن حلقة عادلة وديموقراطية تم طرح بعد المقترحات للانتخاب والتصويت تصب مجملها في الحسم في الشكل النضالي المناسب للأساتذة بالمركز الجهوي.
وبعد نقاشات مستفيضة بهذا الشأن، أجمع الأساتذة المتدربون، من خلال عملية التصويت، على تبني مقترح المقاطعة الشاملة الذي يشكل أفضل سبيل لممارسة الضغط على القوى المسؤولة ومحاصرتها أو تهديدها بإفشال رهانها الأساسي الذي تعول عليه وهو تكوين أستاذ ناجح وتأهيله.
وفي صبيحة يوم الجمعة -30 أكتوبر-، تم تجسيد المقترح على أرض الواقع حيث قاطع الأساتذة المتدربون الدروس النظرية مع الاستمرار في ارتدائهم للشارات الحمراء ضد تفعيل قطاع التربية والتكوين للمرسومين 2.15.588 و2.15.589 اللذين يبخسان من قيمة الأستاذ المتدرب المقبل على مزوالة مهنة شريفة تؤسس العقول وتبني الأجيال،اللذين يهددانه بالعطالة ظلما وعدوانا.
وإلى جانب هذا الإنزال الناجح للتوصيات والمقترحات، شرع الأساتذة المتدربون في ترداد لشعارات في شكل وقفات احتجاجية بين أروقة المركز تندد بالوضعية التي آلت إليها هيئة التدريس وبالوضع المزري الذي يتخبط فيه قطاع التربية والتعليم وغيرها من المشاكل.
وبعد ذلك، طفق الأساتذة المتدربون يناقشون سبل التنظيم والتسيير والتمثيلية على غرار باقي المراكز الجهوية و الوطنية. وفي خطوة إيجابية ديمرقراطية تكفل منسقو كل قسم، في البداية، بجمع المساهمات المالية. وبالموازاة مع ذلك، تشكلت لجنة تنظيمية عشرية ستتكفل بتأطير النضال المحلي.
وهكذا، ضمن إطار ديموقراطي،تكونت اللجنة الممثلة لمختلف الأقسام بالمركز الجهوي فرع ورزازات على أساس أنه سيتم انتظار،بعد الزوال، نتائج مشاوراتها المتعلقة بتوزيع المهام والأدوار. وفعلا، من صميم هذه اللجنة المباركة،تم الإعلان عصرا عن أسماء الأعضاء المكلفين بمصلحة الضبط والغياب، والمكلفين بالتنظيم والتنسيق وبخلية الإعلام. إضافة إلى إفراز ممثلين رسميين للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمدينة الرباط، حيث سيلتحقان بباقي التمثيليات الوطنية لمدراسة سبل إنجاح هذا النضال وبلوغ مراميه المنشودة ومقاصده المشروعة (إلغاء المرسومين المشؤومين).
وبعيد هذا الإنجاز الناجح في التنظيم والتسيير واختيار عناصر القيادة لتحمل مطالب الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي فرع ورزازت لمشاركتها مع ممثلي المراكز الجهوية الوطنية والتركيز عليها، وإسماعها للمعنيين بالأمر بعدئذ، تم فتح نقاش يَهمُّ إعطاء توصيات لأعضاء التمثيلية الخارجية مرتبطة بتحديد طبيعة المطالب الأساسية والراهنة الواجب الدفاع عليها باستماتة حتى تتحقق فعليا، خاصة مطلب إلغاء المرسومين وإسقاطهما من الجريدة الرسمية.وأيضا، بكيفية التعامل مع الملف المطلبي العام على طاولة التنسيق والتخطيط والتدبير. زيادة على أولوية تحديد أشكال التصعيد الممكنة إنْ لم تؤت المقاطعة مثلا أكلها.
وفي كلمة ختامية، عبّر الأساتذة المتدربون عن كونهم سيستمرون في النضال والكفاح بتجسيد فعل المقاطعة الشاملة إلى غاية عودة اللجنة الممثلة من سفرها الميمون،ومناقشة ما أسفر عليه الجمع العام للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالرباط.