“المخ طار” لـ “بلمختار”

0 534

     اندهش الرأي العام المغربي يوم أمس وهو يشاهد باستغراب كبير جلسة مجلس المستشارين، وكان رشيد بلمختار أو بالأحرى ” بلمخ طار” محور الجدل الكبير الذي أثار حفيظة المتتبعين. السيد الوزير الأنيق المحترم الذي يتولى تسيير أهم قطاع في هذا الوطن ألا وهو قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني.

     أثار السادة المستشارون موضوعا حساسا تمحورت فيه الأسئلة حول وضعية الطلبة الأساتذة بمراكز التكوين، والذين دخلوا في اعتصام مفتوح لتسوية وضعيتهم العالقة والحسم في مصيرهم المجهول بعد التكوين، وكان جواب الوزير في لف ودوران وغموض عنوانه العشوائية في اتخاذ القرارات في غياب التنسيق بين القطاعات، حيث برر “السي رشيد” قراره بكون عدد الطلبة قيد التكوين يفوق عدد المناصب المالية التي تخولها وزارة المالية.

     ليس هذا موضوع الجدل لأننا معتادون على مثل هذه الارتجالية في قطاع التربية والتعليم الذي ظل لسنين طوال فأر تجارب وضحية التسيير العشوائي. بل إن النقطة التي أفاضت الكأس هي التصرفات اللامسؤولة من طرف الوزير في قبة البرلمان أمام أنظار الشعب حينما كان المستشارون يعقبون على جوابه، وبدل أن يبدي ولو قليلا من الاهتمام لأقوالهم فضل معالي الوزير اللعب في هاتفه الذكي بابتسامة عريضة تدل على عدم الاكتراث ، مما شكل إهانة صريحة للبرلمان الذي انتخبه الشعب، بل وللشعب برمته كيف لا والجلسة منقولة على المباشر. وما زاد الطين بلة أنه وبعد كل التعقيبات والتساؤلات التي طرحها المستشارون جاء الدور على معالي الوزير من أجل الرد، لكنه فاجأ الجميع وفضل الانسحاب مما أثار غضبا عارما في صفوف البرلمانيين واستياء كبيرا من جميع المهتمين بالشأن التربوي.

     إذا كان الوزير المسؤول عن قطاع التربية يتصرف بقلة أدب امام أنظار الجميع وهو الذي من المفترض أن يكون قدوة للمواطن، فكيف ننتظر أن تنتج لنا هذه المنظومة مواطنين على درجة عالية من قيم التربية والأدب إسوة بالسيد الوزير.

     قطاع التربية والتعليم في بلادنا جسد تطعنه قرارات المسؤولين وتصرفاتهم صباح مساء، وكل يوم يحتضر وتدق المسامير في نعشه والمجرم المدان في كل مكان وزمان هو الأستاذ كان الله في عونه، يسلبونه الحقوق ويلفقون به كل أنواع التهم فهو المسؤول عن تدني مستوى التعليم وعن إخفاق الوزير وغلاء المعيشة وحوادث السير وعن خسارة المنتخب وقضية الصحراء وهو المسؤول عن إيبولا وتفجيرات باريس وعن تنظيم القاعدة وداعش وعن ثقب الأوزون…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.