حكم “قاس” لإستئنافية ورزازات في حق شاب عشريني

1 684

10 سنوات سجنا.. هكذا نطقت محكمة الاستئناف بورزازات يوم الخميس 19 نونبر الجاري على الطالب “حسن أخويا” حاصل على دبلوم الدراسات الجامعية في شعبة الرياضيات بميزة مستحسن والبالغ من العمر 20 سنة .

بدأت القصة صيف 2015، خلال شهر غشت بمدينة زاكورة حرارة المكان أشبه بالجحيم حيث سيلتقي وجها لوجه مع واقع مر مرارة الحنظل ، فلم تجد من البد سوى المواجهة فكم كانت قاسية. أتى حسن الى زاكورة عطلة هدا الصيف بعد غياب لمدة السنة، من أجل العمل في الحمامات الرملية من أجل تحصيل موارد تغطي مصاريفه الدراسية. غير أن مسار الحياة لايتخد شكلا مستقيميا دائما بل إعوجاجات وانكسارات أحيانا (لم أعد أحتمل) هده هي الجملة الأخيرة التي نطق بها حسن لم تكن موجهة لظروفه الخاصة فقد إعتادها بمرها وحلوها بل لواقع في أسرته كان يهددها بالإنهيار .

والد حسن رجل كهل وتربطه علاقة قوية بابنه غير أن المجتمع مليئ بأناس يمثلون الوجه البشع لهذه الحياة أناس يملؤون الأرض فسادا فيحطمون أنفسهم أولا ثم المجتمع أخيرا. كان أحد هده النمادج قد ربط علاقة صداقة بينه وبين والده فقاده لمستنقع كريه تنبعث منه كل الروائح الكريهة. فلعب هذا الشخص دور “وسيط دعارة” بين أبيه وفتاة صغيرة تبلغ من العمر 18 سنة بدورها هي الأخرى ضحية لهذا الشخص . فنظر حسن لهده العلاقة على أنها مبنية على هوى جامح يتضمن استغلال “وسيط دعارة” والفتاة للأبيه فأثر على حياة أسرة فقيرة بأكملها وعلى هدوء بيت أسرته فلم يقدر حسن على تحمل دلك واتجه للشخص ليبعده عن أبيه وعن أسرته غير أنه تمادى في بطشه وسخر من “حسن” ومن توسلاته. فجاء في ذلك اليوم صباحا حيث كان “حسن” متجها لعمله فوجد مصادفة الشخص المعني بالأمر، وبدأت مشادة بينهما، انتهت بإحتراق بعض مناطق جسم “الضحية” لم تكن خطيرة ولم تخلف أية عاهة مستديمة. حسن ارتكب هدا الفعل لعدم تكافى البنية الجسمانية بينه وبين خصمه البالغ من العمر 40 سنة ودو بنية جسمية قوية وهوالبالغ من العمر 20 سنة ودو بنية نحيفة . فبدأت مأساة حسن التي لم تكن من ورائها الحاق الأدى لكن وقع العكس. فأصبح حسن مجرما بالصدفة.

لم تأخد ظروفه بعين الإعتبار ورمي بالسهام وأثناء نطق المحكمة بعقوبة مشددة قاسية تبخرت كل أحلامه ومشاريعه المستقبلية وأهمها إخراج أسرته من مستنقع الفقر فكان هدا التصرف دفاعا عن أسرته رغم إماننا بأن ما ارتكبه حسن خطأ إلا أننا في نهاية الأمر بشر نصاب بالضعف الانساني أمام تحديات الحياة خصوصا عندما يتعلق الأمر بتهديد ونسف الأسرة اننا أمام واقع أليم كان على المحكمة أن لا تستعجل وتأخد الوقت الكافي لدراسة الشروط الاجتماعية والنفسية المحيطة بالقضية وتمتيعه بكل ظروف التخفيف اللازمة خصوصا أن الضحية قد حضر بكامل قواه وبدون عاهات متكئ على عكاز يطالب من خلاله بأكبر قدر من التعويض وهو الدي قد سبق أن ابتز الأسرة بتوفير مبلغ 20 مليون سنتيم مقابل التنازل وأمام مساومته لهم حيث لم يكن بوسعهم توفير سوى 5 ملايين سنتيم ( بعد أن يبيعوا جزء كبير مما يمتلكون) من أجل عتق رقبة إبنهم لكن كان مصرا واعتبر أن أخر تعويض هو 15 مليون سنتيم .

تعليق 1
  1. عمر بلمين يقول

    رغم عدم وجود اي تعليق فان عدد القراء لهذا الحدث بلغ لحد الان 2475 زيارة, ان دل هذا على شئ فانه يدل على اهتمام الناس بالموضوع,
    وفي نظري ان كان كل ما قيل في المقال المكتوب صحيحا فانه يتوجب على المحكمة الموقرة اعادة النظر في الحكم اخذا بعين الاعتبار الوضعية النفسية و المادية لهذا الشاب المواطن الطموح, ارجو الله العلي القدير ان يفرج عليه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.