رسالة تقدير إلى سيادة الوزير
سيدي الوزير :
هذه رسالتي إليكم بلسان عربي فصيح , أتمنى أن تفكوا مبناها و تفهموا معناها . فحسب تصريحكم لا تفقهون من القول إلا ما جاء بلسان الفرنكوفونيين . و من خلال تتبع مداخلاتكم بالبرلمان لا نراكم إلا لاحنين متعثرين , ترفعون المفعولات و تقلبون المدلولات .
و خلافا للفيستوكيين الناقمين, من المعلمات و المعلمين الذين اتهموكم بالاستهثار و الإمعان في الإذلال و الاحتقار , لا يسعني إلا أن أتقدم إليكم بجزيل الشكر و التقدير على ما بدر منكم , بمجلس المستشارين , من إهانة و تحقير , في عز النهار و أمام الانظار .
فشكرا جزيلا لكم و أنتم تضحكون هازئين بالمستشارين. شكرا جزيلا لكم و أنتم تحدثون زميلكم غير مبالين بالسائلين . شكرا جزيلا لكم و أنتم بهاتفكم الذكي تلعبون لاهين . شكرا جزيلا لكم و أنتم تغادرون القبة لا مبالين و معرضين عن ممثلينا المحترمين .
سيدي الوزير :
إن تصرفاتكم هاته لا يأتيها إلا وزير شجاع , خبر الأحزاب و النقابات و الأتباع . فعقد العزم و واجه الخصم بازدراء و استخفاف . كيف لا و هم ليسوا إلا نكرات لا ضرورة لتواجدهم هناك إلا ” كديكورات ” ؟ فالكل يعلم أنهم ليسوا إلا نتيجة التيه السياسي الذي أفرز أحزابا من الانتفاعيين , أغلبية كانوا أو معارضة , يتلاعنون و يتسابون صباحا و يتساندون و يتكتلون مساء . ماذا يفعلون هناك و تنظيماتهم قد فقدت وظيفتها النضالية و المتجلية في خدمة المواطنين و تحسين أوضاعهم الاجتماعية التي من أجلها يؤدون الضرائب ؟ على أي أساس يتواجدون هناك في ظل وجود حزب قوي ليس معارضا و لا حاكما و لا نعرف برنامجه ؟ الحق أنك كنت شهما نبيلا بتصرفاتك .
لا أخفيكم أنكم قد أشفيتم غليلنا و أنتم تستخفون بكائنات عرت ظهورنا و أتخمت ضحكا على ذقوننا . كائنات عمالية طالما علقت عليها امالنا لتحقيق طموحاتنا و أحلامنا بغد مشرق , إلا أن بعضها اثرت الارتماء في أحضان الباطرونا و خدمة مصالحها , و الاستفادة من الامتيازات مما مهد و سهل تقسيمها و تفرقها و انفضاض القواعد من حولها , و بعضها لعب دور إطفائي و درع للحكومة إنجاحا لتجربتها , ففاوضت بنا لا من أجلنا , وحرمت الاضرابات و كفرت المضربين بعد أن كانوا بالأمس القريب من روادها .
سيدي الوزير :
شكرا لكم على سكوتكم و إعراضكم و انصرافكم لعلمي المسبق بأن إجاباتكم حول تدهور المنظومة التعليمية لن تخرج عن نطاق اتهام الأساتذة و المديرين و المفتشين و التلاميذ و السبورة و الطباشير …فرب ضارة نافعة . و بالمناسبة لا يفوتني أن أحيي الحكومة على رفضها للحوار الإجتماعي حتى لا تخرج بتفاهمات مروضة و اتفاقات مشبوهة و مخزية , فالنقابات أصبحت نفايات خارج الخدمة و لم تعد تمثل إلا القيادات . ونضال الشارات و الزوال و الاحاد و الساعات , لن يأتي إلا بالويلات .
سيدي الوزير :
مزيدا من التألق و النصر و التجبر على البرلمانيين المتنكرين لهموم المواطنين , و النقابيين الخائنين المتاجرين بحقوق الشغالين . فما جزاء الخيانة إلا الإهانة . و هكذا يكون جزاء المتخاذلين المتفرقين عساهم يستفيقوا من الغفلة , و يصحو لهم ضمير , فيلتفوا حول قواعدهم , و يرصوا صفوفهم , موحدين النضالات , ململمين شتات التنظيمات , ضاربين صفحا عن الخلافات و الحزازات و الولاءات .