رسالة تقدير إلى سيادة الوزير

0 465

 سيدي الوزير :

  هذه رسالتي إليكم بلسان عربي فصيح , أتمنى أن تفكوا مبناها و تفهموا معناها . فحسب تصريحكم لا تفقهون من القول إلا ما جاء بلسان الفرنكوفونيين . و من خلال تتبع مداخلاتكم بالبرلمان لا نراكم إلا لاحنين متعثرين , ترفعون المفعولات و تقلبون المدلولات .  

  و خلافا للفيستوكيين الناقمين, من المعلمات و المعلمين الذين اتهموكم  بالاستهثار و الإمعان في الإذلال و الاحتقار , لا يسعني إلا أن أتقدم إليكم بجزيل الشكر و التقدير على ما بدر منكم , بمجلس المستشارين ,  من إهانة و تحقير , في عز النهار و أمام الانظار .

فشكرا جزيلا لكم و أنتم تضحكون هازئين بالمستشارين. شكرا جزيلا لكم و أنتم تحدثون زميلكم غير مبالين بالسائلين . شكرا جزيلا لكم و أنتم بهاتفكم الذكي  تلعبون لاهين . شكرا جزيلا لكم و أنتم تغادرون القبة لا مبالين  و معرضين  عن ممثلينا المحترمين .

سيدي الوزير :                                                 

 إن تصرفاتكم هاته  لا يأتيها إلا وزير شجاع , خبر الأحزاب و النقابات و الأتباع . فعقد العزم و واجه الخصم  بازدراء و استخفاف . كيف لا و هم ليسوا إلا نكرات لا ضرورة  لتواجدهم  هناك  إلا  ” كديكورات ”  ؟  فالكل يعلم  أنهم  ليسوا  إلا نتيجة  التيه السياسي الذي أفرز أحزابا من الانتفاعيين  , أغلبية  كانوا  أو معارضة  , يتلاعنون و يتسابون صباحا  و يتساندون و يتكتلون مساء . ماذا يفعلون هناك  و تنظيماتهم  قد فقدت وظيفتها النضالية  و المتجلية في خدمة المواطنين و تحسين أوضاعهم  الاجتماعية  التي من أجلها  يؤدون  الضرائب  ؟  على أي أساس يتواجدون هناك  في ظل وجود حزب قوي  ليس معارضا و لا حاكما و لا نعرف  برنامجه ؟ الحق أنك كنت شهما نبيلا  بتصرفاتك .

لا أخفيكم أنكم قد أشفيتم غليلنا و أنتم تستخفون بكائنات عرت ظهورنا و أتخمت  ضحكا على ذقوننا . كائنات عمالية طالما علقت عليها امالنا  لتحقيق  طموحاتنا و أحلامنا بغد مشرق , إلا أن بعضها  اثرت  الارتماء في أحضان الباطرونا و خدمة مصالحها  , و الاستفادة من الامتيازات  مما  مهد و سهل تقسيمها  و تفرقها   و انفضاض القواعد  من حولها , و بعضها  لعب دور إطفائي  و درع للحكومة  إنجاحا لتجربتها , ففاوضت بنا لا من أجلنا  , وحرمت  الاضرابات و كفرت المضربين بعد أن كانوا بالأمس القريب  من  روادها .

سيدي الوزير :

شكرا لكم على سكوتكم و إعراضكم و انصرافكم  لعلمي المسبق بأن إجاباتكم حول تدهور المنظومة التعليمية  لن تخرج عن نطاق اتهام الأساتذة  و المديرين و المفتشين و التلاميذ و السبورة و الطباشير …فرب ضارة نافعة . و بالمناسبة  لا يفوتني أن أحيي الحكومة  على رفضها للحوار الإجتماعي حتى لا تخرج بتفاهمات مروضة  و اتفاقات مشبوهة و مخزية , فالنقابات أصبحت نفايات خارج الخدمة و لم تعد تمثل إلا القيادات . ونضال  الشارات  و الزوال و الاحاد و الساعات , لن يأتي إلا بالويلات .

 سيدي الوزير :

  مزيدا من التألق و النصر و التجبر على البرلمانيين  المتنكرين  لهموم المواطنين , و النقابيين الخائنين المتاجرين بحقوق الشغالين . فما جزاء الخيانة إلا الإهانة . و هكذا يكون جزاء المتخاذلين  المتفرقين عساهم  يستفيقوا من الغفلة , و يصحو لهم ضمير , فيلتفوا حول قواعدهم  , و يرصوا صفوفهم , موحدين النضالات , ململمين شتات التنظيمات , ضاربين صفحا عن الخلافات و الحزازات و الولاءات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.