جمعيات جماعة تنسيفت والمسؤولية الاجتماعية للمقاولة
لم يعد تقييم المقاولات يعتمد على رقم الاعمال الذي تحققه فحسب و لا بناء سمعتها على مراكزها المالية ، ولكن ايضا تقييم المقاولات يعتمد على مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمقاولة و ابعادها الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية …..,
فالقول التقليدي أن المقاولة ليست مسؤولة الا امام اصحابها لم يعد مقبولا في عالم يتسم بتشابك العلاقات و المصالح ، عالم يتيح للمستهلكين خيارات عديدة و يبحث فيه المستثمرون عن توفير الاستقرار و الامن لاستثماراتهم ,
و نفس النظرية تسقط على شركة مناجم CTT المستغلة لمنجم الكوبالت ببوازار بالجنوب الشرقي للمغرب بتسلا – اكدز – بزاكورة , فالشركة المذكورة حطمت اراقاما قياسية في محاربة البطالة في الدواوير المجاورة للمنجم عام 2011/ 2012 و ارتفع معها المستوى المعيشي للساكنة ، الا انه في المقابل هناك حراك شعبي ابتداء من 2011 مطالبا بالحقوق الاجتماعية و تقسيم الثروات و الحق في التنمية المستدامة مما دفع شركة مناجم بوضع مخطط استعجالي تنموي خاص بتزويد المناطق المتضررة بالماء الصالح للشرب شمل هذا البرنامج المحيط المنجمي و اعتمد التعامل المباشر مع جمعيات المجتمع المدني ثم بعد ذلك تم تسطير المخطط الاسترتيجي التنموي متوسط المدى 2012 – 2015 لكن هذا المخطط لم يراوح صفحات الاوراق التي سطر فيها بعد اخد ورد نظرا للطريقة التي ارادات شركة مناجم ان تسير بها هذا المخطط و ذلك باقحام وسطاء بعيدين كل البعد عن مطالب و خصوصيات و مطالب الساكنة المحيطة بالمنجم .
و لتدارك الموقف تجرأت مناجم بعقد اجتماع مع جمعيات المجتمع المدني بمقر جماعة تنسيفت باكدز يوم السبت 31 نونبر لكن بنفس السيناريو و نفس الخطاب مما يوحي بموت البرنامج التنموي قبل ولادته ، و هذا خلق تدمرا كبيرا لدى جمعيات المجتمع المدني .
و لهذا فان جمعيات المجتمع المدني التابعة لنفوذ الجماعة الترابية لتنسيف تطالب بما يلي لانجاح المخطط التنموي :
– تكوين فريق تقني لتسيير البرنامج التنموي من افراد المراكز المنجمية و محيطها و ليس اقحام اشخاص بعيدين كل البعد عن الوسط المنجمي : خصوصا ان المنطقة تزخر باشخاص لهم القدرة في التسيير و التدبير
– القيام بتشخيص لحاجيات المنطقة بناء على دراسة دقيقة يقوم بها الفريق المحلي لجمعيات المجتمع المدني و مختصين بتنسيق مع السلطات المحلية و الاقليمية .
– وضع برنامج محدد للاجتماعات لتقاسم التقارير و لدراسة حالة كل منطقة .
– تخصيص ميزانية محددة معروفة مسبقا تقسم حسب حاجيات و اوالويات كل منطقة على حدة .
– تكوين لجنة التتبع و التقييم من ابناء المنطقة و دوي الاختصاص .
اذن فان المسؤولية الاجتماعية للمقاولة يتجاوز صفة العطاء العشوائي الغير المنظم و الغير محدد الاهداف و باحترام قواعد المسؤولية الاجتماعية للمقاولة سعيا وراء تحقيق تنمية مستدامة باعتماد اساليب و طرق من شانها تجاوز الاخطاء و الهفوات التي كانت وراء اجهاض مسلسلات التغيير و العوائق المفتعلة سابقا .
للاسف الشديد لن يكون هناك تنمية و لا ستة حمز ….. فقط مناجم تمدد في الوقت و الان تستعين بالجماعة لتنويم الجمعيات