الوطن و التاريخ وضحايا تيشكا
كل واحد منا لا زال يتذكر أيام صباه و خاصة في المدرسة. هذه الأخيرة تعلمنا فيها الكثير , لكن الشيء الأكثر تكرارا و إعادة و في جميع المواد كلمتا: الوطن و التاريخ.
الكل من الأساتذة يقر بأننا في وطن اسمه المغرب موحد من طنجة الى الكويرة, يحكمه الملك………. ذو السلالة………… إلى غير ذلك من كلام التمجيد و التعظيم و………. و الذي غالبا لا يذكر حتى أثناء ذكر الوالدين و الثناء عليهم في المقابل يردف الاساتذة في تفاصيل تتعلق بالمستعمر حيث ينعتونه بأسوأ الأوصاف: مستعمر ,محتل, مستغل, متسلط, و …….. كلها كلمات لا زلت أتذكرها جيدا و خاصة في مادة التاريخ و التربية الوطنية.
يوم الثلاثاء الأسود, كان لنا موعد مع التاريخ و الوطن. وهنا كانت الفاجعة أكبر و مزدوجة. الفاجعة الأولى سقوط شهداء من منطقة واحدة, بينما الفاجعة الثانية تصدع أفكاري و تخلخل معلوماتي المخزنة منذ الابتدائي عن الوطن و التاريخ و هنا سألت نفسي :
* لماذا لم يشق المستعمر طريقا يربط المنطقة بغيرها بشكل جيد, فوجدت الجواب: لأن المغرب أراد الاستقلال لذلك عجل المستعمر بإنشاء هذه الطريق الوعرة.
ثم سألت نفسي أيضا: لماذا لم تعلن قنواتنا التلفزية حدادا خاصة أننا فقراء ,لكن أهل الطيبوبة و العطاء و التسامح ,فوجدت الجواب :بما أننا فقراء فلا داعي لإزعاج الأغنياء بقطع مسلسل أو فيلم أو غناء للإخبار بالفاجعة.
ثم سألت نفسي : لماذا لم يقدم وزير النقل استقالته فوجدت الاجابة لأنه يفكر في مشروع عله يجني منه أرباحا تغنيه.
ثم سألت نفسي لماذا لم تتخذ الحكومة أي اجراء في حق المخالفين فوجدت الاجابة: إنها حكومة فاسدة و منافقة و تخاف الأشباح.
و خلاصة القول: ألم تكن هذه الفاجعة قضاء و قدرا لسكان المنطقة لعلها تستفيق من سباتها و تطالب برفع الحيف و الظلم و الطغيان و تحدد الوطن و التاريخ الذي تريده هي, لا ثم لا الوطن و التاريخ الذي درسناه مغلوطا و مناقضا للواقع.
محمد الطاهري
كل ما قلته أخي الطاهري صحيح و أنا شخصيا لم أكن أصدق هذه الأكاذيب و المعلومات المغلوطة التي درسناها في مادة التاريخ يوما ما لأنه تاريخ مزيف تم تحريفه فهاهي الأيام تثبت أننا لو بقينا تحت وطأة الإستعمار لكان أرحم من العيش مذلولين من حكومات تأتي لتملأ بطونها و تذهب دون أن تضيف أي شيئ مفيد لهذا الوطن, فأنا متأكد أنه لو بقي المستعمر لكان قد شق نفق تيشكا منذ زمن بعيد و لما عزلت منطقة زاكورة و همشت كل هذا التهميش