كيف يمكن النهوض بالتعليم في ظل مشاكل الأساتذة المتدربين ؟
سؤال ،يحتاج إلى جواب، بادئ ذي بدء ،لسنا أساتذة متدربين، لكن ارتأينا أن نشارك إخواننا عن الإجابة على السؤال الإشكالي أعلاه. و لتسليط الضوء على بعض مشاكل التعليمية .
أيها الأساتذة المتدربين ––سامحونا بالقول –– ما نراه و ما نعيشه ما قراناه قط في صحف تاريخ التعليم بالمغرب ، نعم نسمع إضراب ،احتجاج واعتصام مدته لا تزيد أكثر من شهر أو على الأقل أسبوع ناهيك عن يومين أو ثلاثة أيام …..، و بعد ذلك يأتي الفرج ،ألم يأت الفرج بعد أيها الأساتذة؟؟؟؟ أين الحلول ؟؟؟؟؟ و إلى متى ستنتهي هذه الرؤية ؟؟؟؟؟؟ .
لنعود إلي السؤال المطروح أعلاه، أي تعليم نتحدث عنه و كيفية النهوض به ؟ و التعليم في بلادنا لا يسر عدوا و لا صديق و خصوصا في هذه الظرفية الحالية، والتعليم في أوسع معانيه هو أي فعل أو خبرة لها تأثير على تكوين العقل، والشخصية ، أو القدرة البدنية للفرد ، والتعليم هو العملية التي يتم من خلالها تراكم المعارف والقيم والمهارات من جيل إلى آخر في المجتمع عن طريق المؤسسات.و يقوم التعليم في أي مكان من العالم على أربعة محاور أو عناصر أساسية ، وهي:
- المُدَرِّس
- الطالب
- المدرسة أو الجامعة ( مكان تلقي العلم)
- المنهج الذي يُدَرَّس .
ويعاني النظام التعليمي بكل عناصره وبكل مستوياته منذ أمد بعيد من العديد من المشاكل والتحديات ، والتي تمثل عائقاً حقيقياً أمام العملية التعليمية وتطورها ، ومشاكل التعليم في بلادنا هي مشاكل بالغة الخطورة نظراً لكونها متعددة الجوانب والوجوه ؛ فهي تلازم المحاور الأربعة السابقة للعملية التعليمية، وذلك كما يلي :
أولاً : بالنسبة للمدرس
- المدرس غير مؤهل تعليمياً و تربوياًبالشكل الصحيح.
- العائد المادي الذي يحصل عليه المدرس قليلجداً والدليل على ذلك حين يقلل من قيمة نفسه عندما يطلب من الطلبة في الفصل أن يعطيهم دروساً خصوصية أو نراه عاملا في إحدى المؤسسات الخصوصية .
ثانياً : بالنسبة للطالب
- فقدان الثقة في التعليم والخوف على مستقبله
ثالثاً : بالنسبة للمدرسة
- التكدس الطلابي الكبير داخل الفصول ، إذا يحتوي الفصل الواحد على ستون تلميذا فأكثر ناهيك عن الجامعات 5000 طالب تتم الولوج دفعة واحدة في إحدى الشعب .
- ضعف الإمكانيات والوسائل العلمية المتوفرةفيالمدرسة نتيجة ضعف الدعم والتمويل المتاح للمدارس .
- روح الكآبة و الجدية التي تضفىآثارها على المدرسة .
رابعاً : بالنسبة للمناهج
- الاعتماد على الحفظ و التلقين فقط ،حتى في المواد العلمية ،الإحصاء ، الرياضيات و مسائل الفيزياء .
- عدم ملاءمة المناهج للتطور العلمي المستمر فالمناهج قديمة و ليس هناك أي تحديثللكتب التي ندرسها من حيث الكيف وإن كان هناك بعض التحديث الشكلي .
- اعتماد المناهج على الجانب النظري فقط، وليس الجانب العملي .
- الفجوة الواضحة بين محتويات المناهج ومتطلبات سوق العمل.
هذه هي أهم بعض المشاكل التي يعانى منها التعليم في بلادنا ،و مما لا شك فيه أن أهمية التعليم لا يمكن تجاهلها من قبل أي دولة مهما كانت ،ولهذا نقول أن المشاكل التي يعانون منها الأساتذة المتدربين تنضاف إلى المشاكل السالفة الذكر و هذا يجعلنا أن نقول مع الطنطنة و الدندنة الإعلامية أن التعليم في بلادنا ،لا رجما بالغيب ، سوف يشهد انتكاسة ونكبة كبيرة في المستقبل ، وأن الإصلاحات التي تقوم بها حكومة “سي بنكران” ستؤدي في النهاية إلى تدمير التعليم بلادنا.
أخيرا و ليس أخرا لا نهوض بتعليم و تحسين جودته في ظل هذه الاكراهات ،و ما زادا الطين بلى ، النظر إلي وجهة خصوصية (التعليم الخاص) فهذه الأخيرة لسنا ضده لنقلل من شانه ،أو معه لنضخم من حجمه ،ما نريد قوله لولا أبناء الفقراء لضاع التعليم العمومي على وجه التحديد ، و بأعلى الصوت و بملء الفم ،التعليم مسألة الجميع بعدما أصبح لعبة من ألاعب السياسة.