أقدم أطر التنسيق الميداني للمجازين المعطلين مساء يوم الأربعاء على إحراق نسخ لشواهد الإجازة أمام مقر مبنى البرلمان المغربي رافعين شعارات مدوية من قبيل ” الشواهد و اخديناها … الزرواطة و كليناها … الزنزانة و دخلناها … و الوظيفة مشفناها ” تعبيرا منهم عن عدم أهمية الشواهد الممنوحة من طرف الجامعات المغربية التي أضحت تفرخ أعدادا هائلة من المعطلين و المعطلات الذين يجدون انفسهم عرضة للبطالة و التهميش في ظل تفشي الزبونية و المحسوبية لنيل المناصب العمومية.
هذا وقد عرفت المسيرة السلمية محاصرة من قبل عناصر الأمن في الشارع المقابل لمحطة القطار مما اضطر معه الأطر المعطلة لافتراش الأرض و الصمود أمام الهراوات و الأحدية الأمنية التي لم تفرق بين ذكر ولا أنثى مخلفة بذلك عدة اصابات وحالات من الإغماء أعطيت لها الاسعافات الأولية بعين المكان في غياب تام لعناصر الوقاية المدنية التي رفضت الحضور رغم الاتصالات المتكررة من بعض رفاق المصابين حسب ما عايناه .
تأتي هاته الخطوة الاحتجاجية للفت انتباه الرأي العام الى المأساة الحقيقية التي يعاني منها خيرة ابناء هذا البلد الذين كدوا و تعبوا في سبيل تحصيل شهادة علمية تخول لهم الظفر بعمل يضمن لهم أبسط الحقوق المنصوص عليها في المواثيق و العهود الدولية و كذا في القوانين و التشريعات المغربية، لكن في كل مرة يواجهون بآذان صماء و عيون عمياء و قلوب محجوبة عن كل الاحاسيس الانسانية وتبقى لغة القمع و سياسة العصا الغليظة هي الوسيلة الوحيدة التي تجابه بها حكومة عبد الإله بنكيران الاحتجاجات الأسبوعية للمعطلين.