زفرة عشق لا يجوز إتمامه
رمت بثقلها على حضن الحياة، تأملتها، فاستسلمت لمسكها، كانت من قبل تتريث وترشقه، بنظراتها الثاقبة، ملوحة بجنبيها أن لا تقترب. كان المسكين ينتظرها قبالة الثانوية حتى تخرج على الساعة السادسة، فيخطف فيها نظرة سريعة ثم يتبعها حتى تختفي، لم يكن يعلم يوما أنها ستأتيه.. في ذلك اليوم المشهود ينتظرها كالعادة ، خرجت فهرولت إليه ، تعجب فلم يميز بين أحاسيسه، فرح ، تعجب، واندهاش وكل شيء.. وقفت أمامه، فابتسمت، أغمض عينيه ففتحهما حتى يتأكد أنه في صحوة، إنها هي بالفعل ، استنشق كيلوغراما من الهواء واستنشق معه الذكريات.. ذكريات الماضي الأليم الذي تعذب فيه بسببها، كان كلما وضع لقمة في فيه لم تمر… الآن وقد جاءته لوحدها ، تساءل ما الذي جعلها تأتي؟ وما الذي يجول في خاطرها؟. عرق جبينه وجف! فتمتم: هل أنت بخـــــير؟ عدَّل وقفته فأردف: كنت أنتظرك منذ الواحدة زوالا… كانت وقتها مقوسة الوقفة، واضعة مخضبيها على جنبيها كما تفعل ” شاكيرة” فهتفت: “ونتا مالك أهاد البعلوك؟ راك حشمتي بيا قدام الدريات ، تا غا تابعني ، عطيني بتيساع ولا نقولها لصاحبي إخلي داربوك” . منعها من إتمام كلامها فأيقن بعد ذلك أن المظهر خانه، قال لها المسكين بلغة كبورية : مكاينش معا من مكــــــــــــــــــــــاينش. انصرفت فانصرف هو الآخر بعدما كان مبنيا بحبها، أسرع الى المكتبة، طلب قلما وورقة، فبدأ يكتب: ” رمت بثقلها على حضن الحياة، تأملتها” الى أن وصل الى ” انصرفت ، فانصرف هو الآخر…”.