مزحات سببت في جرائم

0 353

قرأت على احدى صفحات احدى المجلات هذه المزحة واحب ان اشرك القراء في قراءتها لنستخلص منها العبر. والقصة تقول: أن شيخا اراد ان يمازح المصلين في المسجد فقال لهم: أتعلمون إخواني أن أجمل ايام حياتي هي تلك التي قضيتها بين أحضان إمرأة اخرى غير زوجتي‼‼؟؟؟؟

ارتسمت علامات الدهشة على وجوه المصلين وهم يتعجبون من كلام شيخهم  الوقح، وتعالت بعض اصوات الاستنكار في اركان المسجد..ولما وصل اللغط مداه، قال لهم: اتريدون ان تعرفوا حتى اسمها؟؟

قال له بعضهم: نعم.

فقال لهم الشيخ مبتسما: انها امي اعظم امرأة قضيت بين احضانها اجمل ايام حياتي حين كنت طفلا صغيرا..

تنفس المصلون الصعداء و انفرجت اسارير وجوههم، فقهقهوا ،ومازح بعضهم بعضا، وعادوا الى سابق صمتهم ليبدأ الشيخ في القاء درسه ومواعظه..

حين خرج احد المصلين من المسجد، دخل بيته، وألفى زوجته في المطبخ تعد الشاي. أراد ان يمازحها كما مازحهم الشيخ في المسجد معتقدا ان الجرة في كل مرة تسلم .فقال لزوجته :اتعرفين عزيزتي ان اجمل ايام حياتي هي تلك التي قضيتها بين احضان امرأة أخرى غيرك‼؟؟. ولم ينته الرجل من كلامه حتى ألمت به على غير عادته وعكة صحية قطعت منه الكلام، والزوجة التي فقدت اعصابها وعقلها في تلك اللحظة، رمته بمقراج من الماء المغلى وسقط مغشيا عليه. ولم يستيقظ إلا وهو على سرير في المستشفى وحوله الأدوية والضمادات وبعض اقاربه وأصدقائه يتأسفون ويرثون حاله.. ولما سأل عن زوجته، حكوا له الحكاية، وقالوا له ، انها غادرت منزله الى بيت اهلها وهي تسب وتندب حظها طالبة منه الطلاق. وضح لهم كيف ان المرأة الاخرى التي قصدها في الحكاية هي أمه وليس شيئا آخر، وحكى كيف ان وعكة صحية ما ألمت به وحالت دون ان يتم عرض مزحته قبل ان يجد نفسه على ما هو عليه في المستشفى.

٭ ٭ ٭ ٭ ٭

“ك” و”ع “صديقان منذ ايام الدراسة الجامعية ، بعد التخرج توطدت علاقة الصداقة بينهما أكثر… وكل واحد يعرف أدق تفاصيل أسرار الآخر.في احدى الأيام، بينما كان “ك” ينتظر عودة زوجته التي ذهبت لزيارة زوجة “ع” تأخرت على غير عادتها، ولما عادت استفسرها عن سر تأخرها.. فأجابته مبتسمة انها كانت تساعد زوجة صديقه “ك” لأخد دوش، وساعدتها حتى في حلق شعر عانتها.الى هنا سادتي القصة عادية وغير عادية من جهة اخرى لأننا تناولنا فيها بقليل من الوقاحة بعض الجزئيات الحساسة التي ستشكل الحدث فيما بعد ، ونرجوا منكم ان تغفروا لنا هذا. فلابد من عرض مثل هذه التفاصيل التي كانت سببا في جريمة قتل حتى لا تتكرر مأساتها مرة أخرى خاصة بين شباب اليوم الذين يطيرون يا ربي السلامة بلا أجنحة والله إحفظ، والشياطين تكمن في التفاصيل كما تعلمون..

تناولا  شاي المساء، وقصد “ع” المقهى الذي اعتاد الجلوس فيه للسهر و السمر مع صديقه “ك”.وهذا فعلا ما حدث الى وقت متأخر من الليل. ولما هما بالفراق لينصرف كل واحد الى بيته، قال”ع ” ل “ك” اذهب وستجد زوجتك تنتظرك وقد جهزت نفسها وحلقت حتى شعر عانتها..

“ك” لم يستوعب كلام “ع”..وصل الى البيت ..دخل الى فراشه ..صدفة لمس عانة زوجته ووجدها فعلا حليقة.. وتذكر ما قاله له صديقة قبل الافتراق، فوسوس له شيطانه.. كيف امكن له ان يعرف هذا السر ان لم يكن الامر يتعلق بخيانة. فقد صوابه. ولم يجد سوى سكينه الذي يرافقه كل يوم في جيبه الى المقهى ليلا .تحسس السكين ..فأخرجه في لحظة نحس معينة، وبلا وعي، طعن به بطن زوجته النائمة عدة طعنات، وصرخت صراخا ما بعده صراخ..

اجتمع الجيران امام بيته وهم في ذعر وذهول ..وفتح لهم الباب، فوجدوا الزوجة قد لفضت انفاسها الاخيرة ..اما هو، فقد قدم نفسه للشرطة.لقد ارتكب جريمة قتل بشعة.

في الصباح حين سمع “ع” خبر قتل صديقه زوجته ذعر ذعرا شديدا.. ولما استفسر الناس عن سر قتلها ،اجابوه بما سمعوا.. وقصد صديقه ليحكي له حكاية كيف عرف خبر حلق زوجته شعر عانتها عن طريق زوجتها التي ساعدتها بالأمس في اخد دوش مسائي والشياطين تكمن في التفاصيل كما اسلفنا..وحينها ادرك “ك” ان الامر لا يتعلق بخيانة كما وسوس له شيطانه، لكن بعد ان وقع الفأس على الرأس كما يقال وحيث لا ينفع الشرح ولا الندم..

محمد حداوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.