وزارة الأوقاف تتجاهل ضحايا حادثة “اهلا و سهلا “الموت. وخطباء الجمعة يكتفون بدعاء”اللهم ارحمهم…”
ذهبت لأداء صلاة الجمعة,و هذه الجمعة ليست كسابقاتها نظرا للحادث لأليم الذي وقع قبل ثلاثة أيام,كنت شبه متأكد أن الخطبة ستتناول في الموضوع حوادث السير و السبيل للحد منها وحفظ النفس الذي هو من مقاصد الشريعة الإسلامية ,أو على الأقل محاربة الفساد أو الرشوة …أو أي موضوع له علاقة بهذه الكارثة .
لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح مباشرة بعد أن بدأ الخطيب يتلوا علينا مقالا, عفوا”خطبة,” لوزارة الاوقاف و الشؤون الإسلامية عن الدخول المدرسي و إجبارية التعليم الي حدود سن الخامسة عشرة .وكأن هذا المقال ,عفوا,”الخطبة” أرسلت من طرف الوفا وليس من طرف التوفيق.أو أن اليوم هوآخر جمعة في شهر شتنبر,و نحن نعلم ان الدراسة في زاكورة لا تبدأقبل شهر نونبر .
الخطيب, المغلوب على أمره طبعا ,موظف يشتغل فقط في المسجد وينفذ ما أومر به, من وزارتي الاوقاف والداخلية.فلم يكن بأمكانه إلا الاكتفاء بالدعاء لهم,دعاء”اللهم أرحمهم وأرزق أهلهم الصبر و السلوان وأدخلهم فسيح جنانك…” كأنهم قتلوا في سويا او فلسطين.
ألهذا الحد أصبحت أرواح أبناء زاكورة أو المغرب غير النافع حسب تقسيم الليوطية الموسعة الذي تكرسه الدولة يوما بعد يوم,عاما بعد عام.
ولعل تعاملها مع الحادثة أكبر دليل على هذا التقسيم,فوزارة التجهيز تقتلنا في طرقات أنجزتهاالبغال و الحمير,أصلحها المستعمر وأهملتها الدولة.وزارة الداخلية تمنعنا من أخذ عزاء شهدائنا في خيمة “حقوق الإنسان” وتقمع وقفة تأبينية لهم بالرباط,وزارة الإتصال تستحمرنا بعد تأخرها غير المبرر في إعلان الخبر و استمرار قنوتها في بث سمومها دون خجل او إحراج.وزارة الأوقاف تتجاهلنا بعدم تناول الفاجعة في خطب الجمعة و أداء صلاة الغائب على القتلى في كل مساجد المغرب.وزارة الصحة تهملنا,إذ تأخرت في اسعاف الضحايا و لم تصل سيارات الاسعاف الا بعد مرور أكثر من ساعتين عن الحادث بل أنها لم تكلف نفسها استعمال طائرات مروحية للإسعاف الحالات الحرجة…
اذا أضفنا لذلك وزارة التربية الوطنية التي تبلدنا,و وزارة التشغيل التي تقصينا,و وزارة الشبيبة و الرياضة التي لا تعترف بنا…فكيف لناأن نعيش؟
رغم كل هذا لازلنا على قيد الحياة نصارع قساوة الظروف الطبيعية منها و البشرية,نحب مدينتنا.نعم, أنا زاكوري و أفتخر,صمعتي تسبقني ,شهم, صادق, امين,مناضل…
انا لله وانا اليه راجعون.
زاكورة: البرجي رضوان
حسبنا الله ونعم الوكيل لو مات في هذه الحادتة أجانب خاصة الغربيين لاقام الدنيا ولم يقعدوها ولجعلو ذلك اليوم يوم حداد وطني لاكن أن يموت مواطن مغربي كأنه مات حيوان أوحشرة مضرة صدق من قال إذا كنت في المغرب فلا تستغرب.