صك الإتهام
ليست الصفقة سرية الكل قرأها أو سمع بها:اختر أي مكان واترك العراق…يومان فقط.ماذا تفعل يا حسـين النرويج الجمـال و الروعة. سويسرا:الفـيلا المحروسة و الثروة ،اسبانيا:القصور وعيون النساء وعـبق التاريخ… يا أيـها الرجل المحب نجاتـه، ما معنى أن تنـجو وتـترك الوطـن؟ أتراك حر وطنه؟!
توماهـوك ، الأباتـشي ،ب52-القنابـل الذكية والغبية ، والقنابـل الالكترونية والعنقودية ، والليز، و الحاسبات الآلية ، الفسفور الأبيض والأصفر… دمار وخراب وإبادة جماعية ، لكن ما مات حسين وما اضطرب بل تملكته قوة خارقة صهرتها وحشية الغزاة ، و المكافأة التي رصدت لمن يأتيهم به حيا أو ميتا:25 مليون دولار. كلها حولته إلى أسد يقف في عرينه ، ويزأر في وجه المغول الجدد : لا لا ثم لا فليذهب رعاة البقر إلى الجحيم ، وليحيا الوطن. فكل بلاد العالم رائعة غير أن العراق أروع،والإعدام من أجله أحلى !
ما أروعه من موقف رفعت به رأس الأمة ، و ما أصعبه من إمتحان تركت الفضاءات الخلابة، والأضواء البراقة ، و الأنغام الجذابة ، و الغرف العصرية الأنيقة بالسجاد الأحمر التركي ، والمزهريات في كل ركن ، حيث السعادة و الراحة و الجمال. زهدت في الأطباق الشهية ، و الأجسام البهية ذات الجاذبية النسائية الفائقة : أبدان فاتنة مثيرة ، رشاقة و أناقة ، لين كلام و روعة ابتسامة تموت ثم تزدهر.
أما كان أولى لك فأولى أن يلفك دفء السرير خير من أن تلفح وجهك نيران البنادق؟! و مراودة جسد يطفح لذة و طراوة و نعومة ، خير من طلقات رصاص و أزيز طائرات ؟!حقا شكلت الإغتراب في زمن الترويض ، فجاء صك الإتهام ضدك:”لديك أسلحة دمار شامل”.ما وجد المفتشون الأمميون شيئا، لتصبح بذلك رقما صعب الإختزال في هذه المعادلة السياسية:”أن تكون معنا أو ضدنا”.و لسان حالك يقول: <<حبست ولم أعلم بذنبي فأصبحت *********** لي الأرض في ضيق و ضاق بي الأفق
و لما علمت الذنب خدمة موطني ************ حلا السجن في عيني و طاب لي الشنق>>.
كانت الزرقاء أسطورة زمنها حين ردت على رئيس جيش العدو، عندما قال لها:”وجب علي أن أحرمك عينيك”. قائلة:”إذا تحسن إلي ، فإنه لا فائدة لي في عيني إذا لم أخدم بهما أهلي و وطني ، و فقدهما خير لي من أن أبصر بهما العدو الذي قتل أهلي و خرب وطني ، و الآن ففعل بعيني ما شئت”.
فأنت يا حسين أسطورة اليوم إذ تقول:”لا” لزوس الجديد ، عندما قال:”إذا لم تفعل فأنت تعرف المصير”. فيم المهرولون يتسابقون فيمن يكون أول من يمسح الحذاء…
حواطر رائعة تخلد لذكرى ومعاناة العراق
مقال ذو قيمة عالية و جودة متميزة…