زاكورة تستغيث فمن يغيث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

6 580

بعيون ملؤها الحزن و الأسى ودعت زاكورةأزيد من 46 ضحية في حادثة خطيرة وقعت في الطريق الرئيسية رقم 9 بين مراكش و الحوز،الحصيلة لحد الساعة غير نهائية و هي متوقعة للارتفاع،ولكل واحد من الضحايا قصة ذات بعد درامي تساءل موقف المخزن من منطقة يعتبرها ملاذا للمحكوم عليهم بعقوبات تأديبية ، ففي غياب مستشفى عمومي يحتضن أمراض الناس و مااكثرها يتابع احد الضحايا فحوصات طبية بإحدى المدن المغربية ،و في غياب نواة جامعية بالمنطقة تهاجر الأم لتسجيل ابنتها في الأدب الانجليزي بكلية الأدب بمراكش ،والشاب الذي كله طموح يسافر إلى المدن الكبرى ليشتري ملابس خطيبته و أشياء أخرى ليفوز ليلة الدخلة بالسيد السلطان و حكايات أخرى ذات بعد درامي التهمها ثعبا ن جبال تيشكا .

زاكورة في الإعلام الرسمي لاتذكر إلا بدرجة حرارة مرتفعة أو مدينة ترقص في جو فلكلوري للسياح اوترويج المخدرات ووو….ربما لأنها هي من بين المدن التي لا تعرف حرب الشوارع جهارا أي السرقة أمام مرأى الأجهزة الأمنية ،و أرادوها أن تعيش حرب أخرى هي حرب الطرقات التي انتعشت خلال هذا الصيف .وزارة النقل كعادتها تبحث عن مخرج بكون سبب الحادثة هي السائق الذي بالمناسبة لانبرئ ساحته ،بدون مسائلة واقع النقل الطرقي بزاكورة و بالمغرب الذي يعرف فوضى من حيث رداءة الحافلات القادمة من والى زاكورة ، و الاكتظاظ في عدد المسافرين ، وأيضا في خطورة الطرقات بين زاكورة و مراكش خاصة مناطق ايت ساون وتشكا .

لأهل الجنوب الشرقي حكايات درامية مع السفر إلى ما يسمونه الغرب أي الشمال ،فقد كانوا في السابق يضربون أكباد الإبل بالحمير أو الأرجل ،أو يسافرون على شاحنات غاية في الرداءة ثم جاء موسم السفرعبر الحافلات حيث عرفت الآن مامعنى أن تصعد نساء ورجال قبيلتنا مع مسافر واحد لتوديعه ،حيث تنهمر مآقي عيوننا بالدموع ونحن نعانقه و الكريسون يطاردنا ،لنساءل أنفسنا :هل هو الوداع الأخير ؟.

يذكر أجدادنا أنهم كانوا يكبرون الله لما يصلوا الى جبال ايت ساون او تيشكا نظرا لخطورة تضاريسها ،إلى درجة أن الإنسان يصاب بالغثيان لما تحملق عيناه في هذه الجبال الوعرة.

تزليادة هذا المأوى البارد أو محطة الاحتجاز بالنسبة للقادمين من الجنوب ،هنا تلتهم الأجساد البشرية لحوم الغنم و الماعز و الكلاب أيضا ، كيف لا و هي منطقة خارج التغطية من حيث مراقبة جودة الأغذية المقدمة و التي غالبا ماتكون قديمة و غير صالحة للأكل ، هذا بالنسبة للركاب ،أما بالنسبة للسائقين فبمجرد أن يوقفوا الحافلات يتوارون عن الأنظار في غرف خاصة لأكل طواجين معدة سلفا لهم و تحترم آدمية الإنسان ،دون ان يذ كروا الناس بموعد الانطلاق، و لهذا قد يتركون احد المسافرين عرضة لمافيا تزليادة .

“الحمد لله على سلامتك ” هذه هي اللازمة التي ترددها الأم الزاكورية عندما يصل ابنها أو زوجها أو احد أقاربها إلى منزله من السفر الذي لا زال يعتبر بالنسبة لنا قطعة من العذاب كما جاء في الحديث النبوي الشريف.فالمرء يخال نفسه عندما ينزل من حافلات الرباط و اكادير و البيضاء وكأنه خرج لتوه من المستشفى ،لا لرداءة الحافلات فحسب بل لان اغلب سائقي حافلات النقل العمومي لازلوا يتعاملون مع المسافرين و كأنهم قطعان من الأغنام ،فالاكتظاظ موجود بشكل غريب جدا و على مراى الشرطة و الدرك ، وعندما يحتج احد المسافرين يتحدونه بجملة (الاماعجبك الحال انزل فحالك ) .

زاكورة تلتحف ثوبا حزينا هذه الايام ،تودع ضحاياها إلى مثواهم الأخير،كلمة الله يعمرها سلعة لا محل لها من الإعراب اليوم أمام هذا الحاذث الجلل الذي لو وقع في دولة أروبية لقدم وزير النقل استقالته على الفور.

زاكورة العامرة بأهلها تحتج اليوم بملء فيها على الحكرة التي يعيشها كل زاكوري في جميع القطاعات ،و هي منطقة نائية رغما عن انف الاجتماعات الحكومية ،تريد إعادة الاعتبار إليها بتنمية حقيقية في جميع القطاعات ،تريد من الذين ينظرون إليها في الصالونات المكيفة بالرباط أن ينزلوا إليها ليروا بأم أعينهم واقع الحال و المآل.

زاكورة في حاجة إلى حافلات تحترم آدمية الإنسان ،و مستشفيات عمومية حقيقة مجهزة بأطباء أكفاء مستعدين للعمل في ظروفها،و نواة جامعية يدرس فيها أبناء الإقليم الذين يتجرعون المرارة بالمدن الجامعية،زاكورة بحاجة إلى بنية تحتية قوية ،و منتخبين حقيقييين يحسون بهموم الناس و ليس مافيات الانتخابات الذين لا يظهرون إلا عشية الانتخابات .

رحم الله شهداء الجنوب ،وإنا لله وإنا إليه راجعون

عبد الكريم الجعفري – زاكورة

6 تعليقات
  1. abdellatif يقول

    همت علينا الفواجع و المآســـــــي من كل القـــــطاعات و النواحـي
    مستشفيات و رياضات في مهــــب الرياح تنتظر فرجا من الله الباري
    أو ثورات و نضالات من الانـسان الكائن العــاقل المستخـــــــــــلفي
    لكنه في غيابات الجـــــــــــــــــب ظــــــلام دامـــــــس يجـــــــاري
    أموال و مناصب و ثــــــــــروات في يــد من لم يحسن الرشـــــادي
    بطـونهم و عقولـهم في غــــــــــي يتبعون ملذات الدنيا في كل زماني
    كم من مسكين فقير مظـــــــــلوم مـــــــــات في صمته الرنــــانـي
    في اذن المؤمنين شفـــــــــــــاعة و في اذن الجــــــــاحدين نكراني
    فالف و الف مواساة و ثـــــــواب لكم يا شــــــــهداء الصــــحراءي
    انتم في قــــــلوبنا احيـــــــــــــاء يا ضحايــــا المغرب الأمجـــادي
    تنكروا لكم نكران اخـــــــــــــوة يوســـف لأبيهم يعـــقوب المنانــي
    لا حداد و لا صلاة غـــــــــــائب هــــذا و الله الا شهوانـــــــــــــي
    طفل و امرأة و بعلـــــــــــــــها و شيخ شهداء الافجاجــــــــــــــي
    رحم الله لكم اخــــــــــــــــلاقكم صبركم اخلاصكم و هو خير الزادي

  2. Mohamed يقول

    تكلمت و أفضت الكأس. أنا عفى الله علي من تلكم المنطقة هذه السنة. لا تنس أو تتناسى الآخرين، القادمون و الوافدون على بلدتكم من نساء و رجال التعليم، الصحة و باقي الميادين. يتحمل أمثالك كل المسؤولية لأنكم “ضاربين الطم” مدة طويلة. و تستغل الفاجعة أنت و أمثالك من الزاكوريين للاسترزاق على ظهور الضعفاء. أمضيت معكم خمس سنوات كأنها خمس عقود. منافقون و عنصريون “العريب، خشاع، …” رحم الله الموتى
    الآن عليكم أن تكونوا و تدرسوا أبناءكم لينهضوا ببلدتكم بدل “التبركيك” و “السياحة الجنسية” …
    تلكم ذنوبكم، ذلكم تحذير من ربكم.
    الكلام كثير
    شخصيا لا أنكر كرهي لمدينتكم التي ما هي إلا حفنة من الدواوير. اللهم بعض الرجال منكم. الباقي “غير زايد على الوقت”

  3. ولد القاطع يقول

    عجيب امرك يا سي محمد .قد أحترم رايك لكرهك لزاكورة التي احتضنتك لمدة 5 سنوات ،لكن ان تقول ان اهل زاكورة عنصريون فهو كلام لااساس له من الصحة بشهادة جميع رجال التعليم الوافدين الذين كانوا بزاكورة لمدة عشر سنوات .ربما انك يا صديقي متكبر ومتعجرف، واهل زاكورة يكرهون المتكبرين،وهذا تواضع منهم.عد الى رشدك فقد اخطات الطريق.

  4. زاكوري وافتخر يقول

    من يسافر الى مراكش والدار البيضاء و الرباط ،سيعرف طيبوبة زاكورة واهلها ،بلاد الامن والامان ،بلد تحب حتى الوافدين بل تعطيهم قيمة اكثر من اهل زاكورة .

  5. عبد لكبير العلوي الصوصي- دكتور في الحقوق، تاكونيت، حاليا بالرباط يقول

    عفوا سيدي محمد أناس زاكورة طيبون، لا مجال للأوصاف المنحطة التي حاولت إلصاقها بالمنطقة، التواضع ورد الجميل، حسن الضيافة، …كلها صفات ناس زاكورة.
    أما قولك أن علينا أن ” تكونوا وتدرسوا أبناءكم…” أقول لك إننا نقوم بتكوين أبناء الداخل أمثالك بالرباط والدار البيضاء … لنرسلهم إلى المنطقة كي يقولون فينا ما لم يقوله مالك في الخمر. سامحك الله سيدي محمد، وشكرا على التعزية التي بعتث بها إلينا في هذا الظرف الجريح.

  6. الدرعي يقول

    الى محمد
    يا صديقي أكثر الاخوة من الداخل الذين مروا من زاكورة ، لايذكرونها الا بخير ، و لازالت تربطنا بهم علاقات جيدة في اكادير -الحاجب -تزنيت -الرباط ….لا اعرف صراحة ماهذا التحامل على اناس طيبون يحترمون من يحترمهم .اتمنى لك مقاما طيبا بزاكورة ،كما اتمنى ان تنتقل الى مدينتك التي لا عنصرية فيها ..مودتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.