تازارين: المحافظة على البيئة مسؤولية الجميع
أناس كان من المفروض أن يكونوا قدوة ومثالا في النظافة، وحماية البيئة من ممارسات غير مسؤولة، وتوعية الساكنة والمواطنين بأهمية البيئة والمحافظة عليها، وتشجيع التشجير والمساحات الخضراء والعمل على نظافة المحيط.
لكن مدبرو الشأن المحلي بتازارين إقليم زاكورة لهم رأي آخر فيما يخص موضوع النظافة والمحافظة على البيئة، من خلال تلويث وتخريب الأماكن الجميلة والنظيفة، أماكن النزهة والترويح عن النفس، والرئة التي تتنفس بها الساكنة ومنبع الحياة، وذلك برمي الأزبال في مدخل تازارين الذي يسمى محليا “عَنْدْ الشُّورْ” بالقرب من “تاغيا“، وهي أرض سلالية في ملكية زاوية ايت سيدي عبد الرحمان، أرض مستوية وخصبة صالحة للزراعة والنزهة بين الوديان والجبال وأشجار الطلح والنخيل، طبيعة خلابة، طبيعة عذراء قبل أن يصلها بطش الإنسان الذي خرب ولوث المكان والهواء بالأزبال والروائح الكريهة، وسحب الدخان تملأ الأفق وتجتاح تازارين في منظر حزين.
أقول لأستاذنا السيد محمد خلوفي:
في حياتنا اليومية نرى متناقضين يعيشان دائما جنبا لجنب, هما (القانون و الواقع أو الحاصل), فالقانون يصنعه ويتحكم فيه الإنسان بالطريقة التي يراها تخدم المصلحة “الإنسانية” , أما الواقع أو الحاصل فهو ما نراه يمارس أمام أعيننا و يعبر عن مجموعة من نقط الاستفهام التي تحتاج إلى دراسة سوسيولوجية عميقة لفهم جزء منها
قد يتخيل للسياسي انه الوحيد الذي يفهم في كل شيء, فيضع السياسات العمومية دون الأخذ بكل آراء المختصين في القطاعات الأساسية (حتى ولو استدعاهم للاجتماعات و الجلوس أمام الكاميرات)
حتى لا أطيل أقول : إن كان الماء مادة ضرورية للحياة , فان البيئة هي الحياة كلها, و السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
ما موقع البيئة في سياساتنا العمومية وكم يخصص لها من دعم سواء في التجهيزات والمعدات أو في الموارد المالية و البشرية, هذا السؤال يطرح نفسه سواء على المنتظم الدولي آو على الحكومات أو على الجهات و الأقاليم أو على الجماعات المحلية, سؤال لا يكفي طرحه, بل يجب الإجابة عنه إذا أردنا فعلا للحياة أن تستمر في امن وسلام, وإلا كان الخاسر الأكبر هو ذلك المسئول الذي ألف العيش في القصور الفاخرة واستنشاق الهواء النقي, فهو الأول الذي سيتأثر أما المسئول عنه (والذي لا حول له ولا قوة) فقد انعم عليه الله بمناعة (لكثر تعرضه للأوساخ و الازبال) كما هو الشأن بالنسبة لساكنة هذه الجماعة المسكينة
اخوكم عمر بلمين