مدينة زاكورة والتهميش المقصود

عرف أهل زاكورة أو أهل وادي درعة بوطنيتهم الكبيرة منذ القدم ،ويشهد التاريخ وحده بتضحياتهم الجسام في الدفاع عن الثغور،ولعل حرب البيضة التي شارك فيها أهل المنطقة لخير دليل على ذلك .وفي مقابل هذه الوطنية قابلهم النظام بتهميش ربما لم تشهد له البشرية مثال ،تهميش عم كل مناحي الحياة تهميش اكتشف أهل الألباب أنه مقصود،لكن السؤال : ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء حتى يعاملوا بهذه الطريقة المهينة.؟ وما حادثة سير الحوز إلا أكبر دليل وخير مثال.

ما زال أهل زاكورة وكل الغيورين لم يستوعبوا بعد تلك الحصيلة الثقيلة في الحادثة المذكورة ، وكيف تعاملت الدولة مع الحادث ،أولا:  لم يعلن الحداد  ثانيا : في الأسبوع نفسه شهدت مدن عدة مهرجانات غنائية صاخبة  ثالثا:  تغطية القنوات التلفزية العمومية للحادث  , كل هذه المشيرات الثلاث تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هذه المنطقة وأهلها  لا قيمة لهم فربما حتى لو قتل أهل الإقليم جميعا ما كانت الدولة ستعلن الحداد،  قد يراها البعض مبالغة ولكن هي الحقيقة التي على أهل زاكورة أن يدركوها ولو مرة للأسف , ففي هذا الوطن الحبيب لا يكرم إلا الخونة ولا يعتنى إلا بمن ينهبونه يوميا ، أما من هم على استعداد في وقت لتقديم أنفسهم فداء للوطن فليس لهم إلا التهميش والإقصاء ، ولو كانا معا يتكلمان وسألتهما ما موطنكما لأجابا  زاكورة والنواحي . فمعاناة أهل درعة ما زالت وستظل وما حادثة تيشكا إلا كمن وضع المخيط في البحر ، لم نسمع بعد أن أحدا ممن تسند لهم مهمة الطرقات قد تمت متابعته ممن يبيعون ضمائرهم يوميا بأقل من 20 درهما ، صدقوني ولا أبالغ والله حتى لو كان السائق يحمل الركاب في أعلى الحافلة على شكل طابقين ما تم توقيفه لأن 20 درهم أفضل من أرواح الأبرياء الشهداء عند الله إن شاء . كيف لأسر على طول وادي درعة ما زالت تغرق في الحزن كما الفقر والتهميش أن تتقبل نقل مهرجانات غنائية ماجنة وهي لم تدفن موتاها بعد . مجمل القول أن أهل زاكورة عليهم أن يرفضوا هذا الوضع أن لا ينسوا من فقدوا في الحادث فما أصعب أن تقتل ويكون قاتلك من المعزين.

محمد سالم الطاهري