امحاميد الغزلان تحتضن الدّورة الـ 13 للمهرجان الدولي للرحل من 18 إلى20 مارس 2016
بعد 12 سنة من الاستثمار الثقافي والالتزام المستمر، بات “المهرجان الدولي للرحل” يشكل موعدا سنويا قارا في أجندة المواعيد الثقافية النوعية التي تحتضنها مختلف جهات المملكة، حيث تطور المهرجان كثيرا، منذ أن انطلق عام 2004، مشروعا متواضعا، ليصير موروثا وطنيا، مبرهنا، سنة تلو الأخرى، على حيوية تراث الرحل، وموسيقى «الصحراء» ضمن المشهد الثقافي المغربي والدولي، الشيء الذي مكنه من أن يرتقي إلى مستوى أكثر المهرجانات تفردا عبر العالم.
تستعد محاميد الغزلان بإقليم زاكورة جهة درعة-تافيلالت بالجنوب الشرقي للملكة المغربية، لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للرحل الثقافي التنموي الذي تنظمه جمعية (رحل العالم) المغربية ونظيرتها الفرنسية بدعم من عمالة إقليم زاكورة و المجلس الاقليمي لزاكورة.
ويعتبر المهرجان منشطا للحركة الثقافية بالجنوب الشرقي للمملكة، إذ يجمع جمهورا تتجاور فيه كل اللغات والجغرافيات والأعمار والأذواق ومن مختلف الجنسيات، مغاربة وأجانب، أغنياء فقراء، في تجانس إنساني وثقافي قل نظيره.
إنه ثمرة ولع وكد مجموعة من المدافعين عن مشروع حر وأصيل، حتى أصبح موعدا لا يمكن الاستغناء عنه، ومرآة للتقاسم والحوار، الأخوة والمساواة، والأمل في مغرب ينفتح على ثقافات أخرى، والإنصات للأجيال الصاعدة.
ويعد التنوع والحوار عنوانا ومحركا لهذه التظاهرة، كما يضع التمازج والاكتشاف في قلب برمجته الموسيقية المتنوعة المصادر.
هذا المهرجان الفريد من نوعه في القارة الإفريقية والعالم العربي، والذي سيقام أيام 18، 19 و 20 مارس المقبل، سيعرف مشاركة مجموعة من الفنانين الموسيقيين والشعراء والمثقفين من كافة أنحاء العالم، ضمن ثالوث الثقافة والروحانية والتنمية.
وحسب السيد (نورالدين بوكراب) المدير العام للمهرجان ورئيس جمعية “رحل العالم”، فإن هذا الحدث “بالإضافة لطابعه الثقافي الروحي المتميز، هو مناسبة أيضا للتعريف بالمنتوج السياحي المغربي، من خلال استقطاب المهرجان لآلاف السياح من هواة الموسيقى العالمية والساعيين لاكتشاف الثقافة المغربية، خصوصا ثقافة الصحراء”. ولأن إدارة المهرجان، يضيف نورالدين بوكراب، لها غايات تنموية وبيئية، إلى جانب الموسيقى والثقافة وباقي الفنون، ستؤثر لا شك ايجابا واقع هذا الجزء الجميل من المغرب.
ويعد المهرجان جمهوره طوال أيامه، بأنواع مختلفة من الموسيقى، حيث ستحيي مجموعة من الفرق العالمية سهرات على الخشبة التي ستنصب بين كثبان الرمال وتحت النجوم، ستتنوع بين البلوز والجاز ووالموسيقى العالمية.
ومن بين هذه الفرق التي سيلتقي معها جمهور مهرجان الرحل من أبناء المنطقة وزوارها، موسيقي بلوز الطوارق مع مجموعة تراكافت، الأفرو بلوز مع الفنان القدير أفيل بوكوم، وموسيقي الفايكيغ النرويجية، وموسيقى الفلامينكو مع لا ناتي ….
وستحتفي كذلك خشبة المهرجان بالموسيقى والتراث المغربيين، من خلال إحياء عدد كبير من الفرق المحلية لسهرات وتنظيمها لرقصات تمثل التنوع الثقافي بالمملكة المغربية، ومن بين تلك الفرق، مجموعة منات أزوان وسعيد الشرادي للطرب الحساني، والفنان الشعبي الصنهاجي وتيناروين المحاميد، ومجموعة سقال من زاكورة.
كما سيحتضن المهرجان موازاة مع ذلك، منتدى الرحل الذي ستأثثه محاضرات تعنى بالترحال والواحات وبتراثها المعماري المادي واللامادي.
وسيتخلل المهرجان معرض كبير للمنتوجات المجالية ومنتوجات الصناعة التقليدية، كالحناء، والتمور، والورود، والعسل ، والاركان…
ويشهد أيضا ورشات لتعليم الخط العربي ومعرض تشكيلي للفنانين التشكيليين، يتناول أساليب تشكيلية مختلفة، تستوحي أعمالها الفنية من عمق الخصوصية المغربية ومن منظور إنساني يتربع الجمال على عرشه.
وسيكون الحضور على موعد مع ثلة من الأدباء والمبدعين المغاربة، في مجالات الشعر والقصة والنقد والتأريخ، موعد يفتح آفاق جمهور المهرجان على الفكر والأدب المغربيين ويقربهم أكثر من الخصوصية المغربية وغناها الثقافي على امتداد تاريخ المملكة.
وحسب المنظمين، فإن اختيار جماعة (محاميد الغزلان) لم يكن اعتباطيا، بل جاء بناء على معطيات جمالية واجتماعية واقتصادية، دفعت بإدارة المهرجان إلى اختيارها مكانا لتنظيم تظاهرة بهذا الحجم. وشدد منظمو المهرجان على القيمة الفنية والثقافية التي تميز فعالياته وبرامجه، إلى جانب تبني إدارة المهرجان العمل على تنمية المنطقة وحل بعض الاشكاليات التي تواجه ساكنتها في حياتهم اليومية.
وفي تصريح للفنان فريد غنام ، أكد أن هذا المهرجان الذي ستشارك فيه ثلة من الفنانين الموسيقيين العالميين جنبا إلى جنب مع فنانين مغاربة، سيخدم الفن المغربي الأصيل ويساهم في إشعاع الثقافة والتراث المغربيين، واعتبره مناسبة للتعريف بكنوز المغرب التراثية وما تزخر به من أصالة وعمق روحي تفتقده العديد من الأمم.
ومما لا شك فيه، أن هذه الدورة من المهرجان تأتي بعد خبرة مديره العام والفني السيد (نورالدين بوكراب) لأزيد من 13 سنة بمحاميد الغزلان، وبعد موسم فلاحي وسياحي متعثر يأمل سكان هذه المنطقة العزيزة والغالية من الوطن أن يغير من واقع المنطقة ويساهم في التعريف بثقافتها وتراثها وتقاليدها عالميا، ويساهم في تنمية وتحسين شروط عيش ساكنتها.
ومن المؤكد أن هذه المناسبة المؤسسة على ثلاثة أسس (ثقافية وروحية و تنموية) ستجعل الحاضرين من السياح يحظون بفرصة نادرة للاستمتاع بموسيقى العالم بأسره، وكذا المساهمة في تنمية منطقة تعاني الكثير وبحاجة لهذا النوع من المهرجانات.
وحتى ترتقي هذه الفقرات المتنوعة لمستوى تطلعات زوار المهرجان من داخل الوطن و خارجه، يسهر على دعمها بشراكة مع جمعية رحل العالم، كل من عمالة إقليم زاكورة، جهة درعة- تافيلالت، الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان، وزارة الثقافة، مؤسسة البنك الشعبي، المكتب الوطني للسياحة، بريد المغرب، القناة الثانية2M، شركةالطيرانJetairfly.